مدرسة الاختيار هي تلك التي تُنشِّيء الفرد على استقلاله في اتخاذ قراره من خلال اختياره، في أمور تفكيره، وقناعاته، ومواقفه من الحياة وأمورها، بعد أن تزوده بقيم أساس، ومعارف داعمة، وتدرب سلوكه في استقامة، وتؤسس لمعتقده في وعي.., بعد ذلك تدع له فسحة التحرك، وتسلمه قيادة الذات.., فإن أصاب فله الثمر, وإن أخطأ فعليه التثريب،..
هذه المدرسة لها قادتها، وهم الآباء، والأمهات، وهم المعلمون والمربون، وهم العلماء والمفكرون، القريبون المشرفون، والمباشرون لمصادر تنشئته وتربيته.., هذه المدرسة حين يستقل الفرد عن فروعها فهو لا يخرج عن جذوعها، وإن زاد عليها فلن ينقص منها..
لكنه في كل الأحوال سوف يُبقي على عافيتها في تكوينه وإن مثل دوره مستقلاً عنها، تفتح له أبوابها، ولا تحرمه أروقتها، لأنه حتما سوف يبقى امتداداً جميلاً لها حين يجد ذاته في حرية استقلاله..