المدينة المنورة - علي الأحمدي
(تخضع مناهج التعليم العام للتطوير والتحديث باستمرار بغية الارتقاء بالمستوى التعليمي وفق منهجية تواكب التطورات العالمية)... وهذه جملة تأتي في مقدمة أي كتاب، ولاسيما في مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية.
ولا شك أن أمر التطوير مطلوب وأسلوب التشويق مرغوب من خلال مواد علمية وعملية مفيدة خالية من الحشو والتكرار، ومن المهم أيضا أن تكون موجهة وبعناية لكل المراحل التعليمية (ابتدائي، متوسط، ثانوي)، بما يتفق مع كل مرحلة، ولاسيما في الصفوف الأولية التي تتطلب جهدا ووضعا خاصا، يراعى فيه ضرورة تناسب موادها مع عمر طفل (سنة أولى مدرسة) جاء ليعرف الحروف الهجائية أولاً (أ، ب) قبل تركيبها، لكنه يجد نفسه مطالب بمعرفة وحفظ أشياء من السابق عليه استيعابها، كالذي شملته مواضيع مادة العلوم للصف الأول الابتدائي من فقرات تحدثت عن الطقس والمادة بأنواعها (الصلبة والسائلة والغازية)، وكذا تغيراتها والكتلة والحركة والطاقة والتبخر والتجمد والجاذبية ودرجة الحرارة وقوة الدفع مع حفظ تعريفاتها ومصطلحات أخرى كالاهتزاز والانصهار، وكل ذلك في مادة الكتاب.
وربما كان الصف الرابع مناسبا لطرح مثل هذه العناوين، ويبقى الموضوع وجهة نظر، وأهل الشأن من مؤلفين وقائمين، بلا شك، هم الأدرى بحكم الاختصاص والخبرة والكفاءة، ومعرفة الأمور المناسبة، وفق أسس علمية وتربوية مدروسة بكل عناية، وجهدهم ودورهم ومكانتهم الشخصية والتربوية والعلمية تظل محل التقدير والاعتزاز.