أعمار الدول لا تُقاس بالسنين، وكذلك قادتها ورموزها، وإنما بالإنجازات، وبقدر ما تبلغه الدول وقادتها من مستويات متقدمة في تحقيق تطلعات شعوبها. والمملكة بهذا المعيار أو القياس، ومع ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، إنما تسجِّل ومليكها ظاهرة غير مسبوقة في تحقيق معدلات عالية في إنجازاتها الحضارية، وتسبق به ما تم التخطيط له ضمن قراءات وتوقعات، وهي إنجازات لا تدعيها، وإنما شواهدها ومعالمها مَنْ يتحدث عنها بكل ما يمكن أن يُقال عن المملكة من توصيف دقيق للمستويات التي وصلت إليها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
***
ومن الخطأ أن يتصوَّر المرء أن ما تم إنجازه تعليمياً واقتصادياً وتنموياً وأمنياً في غضون هذه السنوات القليلة هو في حدود المعقول أو أنه يلامس المستويات الطبيعية، بينما افتتح خلال هذه الفترة الزاهية أكثر من عشرين جامعة وعشرات الكليات توزعت على مناطق ومحافظات المملكة، ومثلها المدن الاقتصادية، والبعثات الطلابية إلى الخارج بعشرات الآلاف، وإصدار المزيد من الأنظمة، وضبط إيرادات ومصروفات الدولة، وإطلاق المجال أمام بناء الكثير من مشاريع الطرق والاتصالات والمصانع، وتعميم الصحة والتعليم العام ودعمهما بالحصة الأكبر من ميزانية الدولة.
***
وهكذا هو عبدالله بن عبدالعزيز، عين ساهرة، وحرص على مصالح الشعب، ونظرة متفائلة دائما نحو مستقبل أفضل، ووعود بالكثير من المشروعات القادمة يعلنها فيلتزم بتنفيذها، وتواصُل مع المواطنين في لقاءات أبوية حانية، وحرص على التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وعلى أن تكون يد المملكة ممدودة دائماً للتعاون مع الجميع دعماً للسلام والاستقرار وتوفير الحياة الحرَّة الكريمة للجميع، وذلك في سنوات تميزت بالإنجازات والعطاء والتطوُّر الذي لامس كُلَّ مجالات الحياة، بما في ذلك منح المرأة الكثير من حقوقها، وتحسين أوضاع القضاء، ومحاربة الفساد، وتشجيع الشباب على العمل المنتج، والابتعاد عن كل ما يضر بالمملكة.
***
وإذ يحتفل شعب المملكة العربية السعودية بهذه المناسبة التاريخية، وإذ يسجِّل في ذاكرته سنوات مشرقة من عهد يقوده ملك عظيم، إنما تُحرِّك فيه هذه الخطوات التطلُّع بالتفاؤل والأمل نحو المستقبل الجميل الموعود به - إن شاء الله - من الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، بانتظار المزيد من الإنجازات التي تضع المملكة وشعب المملكة في مكانة تليق بالتاريخ والجغرافيا والمقدسات التي تتميز بها هذه البلاد أرضاً وقيادة وشعباً، وهي بالنظر إلى ما تحقق في سنوات قليلة من إنجازات عبر خطوات مدروسة ومتسارعة؛ سيظل هذا الوطن الآن ودائماً موطناً لكل ما يمكن أن نباهي ونفتخر به من قول وفعل.