Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/06/2010 G Issue 13768
الاربعاء 26 جمادىالآخرة 1431   العدد  13768
 
الذكرى الخامسة للبيعة
د. عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة (*)

 

بكل الفخر والاعتزاز تحتفل مملكتنا الغالية هذه الأيام بالذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ملكاً على البلاد، ومبايعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد والتي تصادف اليوم الأربعاء الموافق 26-6-1431هـ وذلك في وقت تشهد فيه المملكة منجزات تنموية عملاقة على الصعيد الداخلي وحضوراً سياسياً متميزاً في بناء المواقف والتوجهات من القضايا الإقليمية والدولية، ما وضع المملكة العربية السعودية في رقم جديد ضمن خارطة دول العالم المتقدمة.

لقد تبوأت المملكة بفضل الله ثم حنكة الملك عبدالله ومهارته في القيادة مكانة مرموقة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وأضحت ذات وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.

وحافظت مملكتنا الحبيبة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - على الثوابت الإسلامية واستمرت على نهج الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله فصاغت نهضتها الحضارية بتوازن حكيم بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية حيث اتسم عهد الملك عبدالله بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه في كل شأن وفي كل بقعة داخل الوطن، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات.

ونعم المواطن السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين خلال خمسة أعوام بالعديد من الإنجازات المهمة حيث يعد أمره -حفظه الله- بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة أمراً تاريخياً وسيسجل منعطفاً في استخدام الطاقة في المملكة، ويفتح آفاقاً جديدة في العيش وسط كوكب نظيف خال من التلوث البيئي، كما سيوفر الكثير من الفرص الاقتصادية والأعمال المختلفة لطلاب العمل بالإضافة إلى أن هذه الخطوة الجريئة ستمكن الحكومة من تلبية الطلب المتزايد على مشاريع البنية التحتية مثل الكهرباء وتحلية المياه وذلك من خلال إيجاد تقنية مهمة وجديدة وسلمية واقتصادية تتمثل في توفر وقود مستدام ومأمون باستخدام الطاقة الذرية ما يعني ضمان حق الأجيال القادمة في هذا المورد، بالإضافة إلى الاستخدامات الطبية والزراعية المختلفة التي تضمن حياة كريمة للمواطن، وتجعل البلد قادراً على اللحاق بركب الدول المتقدمة في هذا المضمار، وكذلك تحقق عملية التنويع في الاقتصاد وعدم الاعتماد على مصدر وحيد في جميع مناحي الحياة.

وتستأثر الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية بعناية خاصة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومساندة من سمو ولي عهده الأمين - حفظه الله - وذلك في إطار الرؤية المتكاملة للمقام السامي الكريم لبناء مستقبل بلادنا الغالية، انطلاقاً من حقيقة هي أن الصحة العامة جزء لا يتجزأ من أمن وتقدم ورفاهية وطننا الغالي.

حيث تسعى الوزارة من خلال المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة الذي تم عرضه مؤخراً على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى تحويل الاهتمام من التركيز على النظام الصحي المعتمد على المستشفى إلى التركيز على احتياجات المستفيد من الخدمة مما يمكن المواطن من الحصول على سلسلة متواصلة من الخدمات الوقائية والتعزيزية والتشخيصية والعلاجية والتأهيلية وتتلخص أهداف المشروع في تعزيز وتقوية الرعاية الصحية الأولية واستخدام مرافق الرعاية الصحية التابعة للوزارة بشكل فعَّال وتوفير رعاية صحية متكاملة لجميع المواطنين وضبط جودة خدمات الرعاية الصحية واستقطاب الاستشاريين المتخصصين في جميع التخصصات المطلوبة وتأمل الوزارة أن يحقق هذا المشروع حال إقراره سهولة الوصول إلى الخدمة المناسبة لجميع المواطنين مع السرعة في تقديمها وذلك من خلال نظام إحالة ونقل قوي ومتكامل لجميع المستويات كما سيتم من خلال تنفيذ هذا المشروع رفع معدلات الأسرة للسكان إلى معدلات قياسية تتناسب مع أعباء المرضى والوضع الصحي للسكان في المملكة.

ومواكبة لمرحلة التحول الكبيرة في مسيرة التطور الصحي بالمملكة استحدثت وزارة الصحة برامج جديدة لخدمة المواطن وتحسين أداء الوزارة والجودة والسلامة وإعادة الهيكلة والعمل الجماعي المؤسسي واستقطاب الكوادر المميزة، ولذلك قامت الوزارة بإنشاء إدارات عديدة أهمها إدارة علاقات المرضى، حيث تبنت الوزارة منهج الشفافية ووضوح الشراكة والتواصل مع المريض والمواطن، وإدارة الأسرة وحقوق الموظفين والرعاية الصحية المنزلية والمراجعة الإكلينيكية.

ومواصلة للجهود التي تعنى بتطوير العمل الإداري للارتقاء بأداء كافة الإدارات والأقسام بوزارة الصحة وتحسين خدماتها وإنتاجيتها وتعزيز علاقاتها بالمرضى والاهتمام بملاحظاتهم وشكاويهم وتهدف إلى توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية والتأكد من تطبيق معايير الجودة الشاملة وتطوير الأداء الطبي وترسيخ منهج العمل العلمي المؤسسي الجماعي ويحقق مبدأ التكامل والموضوعية في العمل وبما يتواكب مع المتغيرات السريعة والمتنوعة التي يشهدها العالم وبالذات في المجال الصحي صدرت العديد من القرارات الوزارية شملت القرارات تشكيل مجلس تنفيذي بوزارة الصحة برئاسة وزير الصحة وعضوية كل من وكلاء الوزارة ومدراء العموم ومدراء الإدارات ويختص المجلس بوضع الأسس والقواعد والإجراءات التنفيذية لتوفير خدمات الرعاية الصحية التي تدخل في اختصاص وزارة الصحة والواردة في النظام الصحي ولائحته التنفيذية وعلى وجه الخصوص إقرار الإستراتيجية الصحية والخطط اللازمة لتوفير خدمات الرعاية الصحية وتطويرها وتوزيعها بما يضمن أن تكون في متناول جميع أفراد المجتمع وكذلك تشكيل مجلس تنفيذي بكل منطقة صحية بالمملكة لمتابعة تنفيذ خطط وبرامج الرعاية الصحية بالمنطقة وتقييم أدائها واقتراح متطلباتها وسبل تطويرها والرفع عنها لجهات الاختصاص بوزارة الصحة يرأسه مدير عام الشؤون الصحية وعضوية مدراء الشؤون بالمحافظات ومساعديه ويختص المجلس التنفيذي بالمنطقة الصحية بمتابعة وتقييم تنفيذ الخطط والبرامج التي تضعها الوزارة في المنطقة.

وتضمنت هذه القرارات تشكيل خمس لجان على مستوى الوزارة ومديريات الشؤون الصحية بالمناطق وتمارس العديد من الصلاحيات والاختصاصات والإجراءات تشمل لجنة للمشاريع والصيانة ولجنة للتموين الطبي والتجهيزات ولجنة للميزانية إضافة إلى لجنة للجودة الشاملة ولجنة لعلاقات المرضى.

ولم تكتفِ وزارة الصحة بالعمل التطويري على المستوى المحلي حيث اتجهت لإبرام العديد من الاتفاقيات العالمية التي تمكنها من الاستفادة من الخبرات الدولية وتطوير مهارات العاملين بالقطاع الصحي شملت أمريكا وكندا وألمانيا، إضافة لذلك قامت الوزارة بدراسة إنشاء المركز السعودي لمكافحة الأمراض والوقاية منها والذي سيقوم بدور حيوي في مكافحة ومراقبة الأمراض حيث يعتبر الأول من نوعه في المنطقة.

وختاماً ندين بكل الفخر والاعتزاز والولاء والوفاء لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي جسّد صورة رائعة من صور التلاحم بين المواطن والقيادة الكريمة، وسعى بفكره النيّر إلى تأكيد عمق الود الذي يسود هذه العلاقة المتينة منذ تأسيس هذا الكيان على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.. كما يشرفنا أن نرفع خالص التهنئة والتبريك لمقام سمو ولي العهد الأمين بهذه المناسبة الغالية مثمنين لمقامه الكريم رعايته للأعمال الخيرية والإنسانية داخل المملكة وخارجها ودعمه المتواصل للخدمات الصحية.

(*) وزير الصحة


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد