حين يطالب بعض النصراويين بمنح ناديهم لقب القرن الآسيوي وعدم أحقية زعيم آسيا فريق الهلال بهذا اللقب، فهم يقفزون على الكثير من الحقائق المعروفة للوسط الرياضي ويحاولون تجهيل الجماهير الرياضية بتوزيع الاتهامات على كل ما هو أزرق بدءاً بالإعلام (الهلالي) (كما يقولون) وانتهاء بأي إنجاز أزرق يضيفه زعيم القرن الآسيوي لسجله الحافل بالبطولات والألقاب والكؤوس.
وعندما يحاول البعض التقليل من إنجازات زرقاء واضحة وضوح الشمس مقابل إنجاز وحيد حققه فهو يفتح الباب لكشف ما حدث قبل سنوات مما قد تجهله بعض الجماهير الرياضية.. وحين نقول إن النصر وصل للعالمية والمشاركة في بطولة أندية العالم الأولى من خلال المكاتب فهذه حقيقة لا تقبل النقاش ولا التشكيك لأن بطل 1999م وهو النصر شارك في البطولة بديلاً عن البطل الأحق بالمشاركة عام 2000م والذي وعد وقتها بالمشاركة في النسخة التي تليها حفظاً لحقوقه، وهذه مثبتة ومعروفة للجميع.. لكننا سنتحدث عن بطولات النصر الآسيوية وكيف وصل للمحفل العالمي ليكون الأحق من الزعيم صاحب الألقاب الآسيوية الستة..
فأولاً، قد يخفى على الجميع أن النصر حقق لقب بطولة آسيا لأبطال الكؤوس بعد أن ترشح لها عقب خسارته من الشباب في نهائي الكأس بثلاثة أهداف نظيفة.. وقبل أن يشارك النصر في البطولة الآسيوية كان مرشحاً لتمثيل المملكة مع الهلال بطل الدوري الذي سيشارك في بطولة أبطال الدوري وقد تقدم الفريقان معاً طالبين استضافة البطولتين، وكان الهلال الأحق بالاستضافة بالنظر لعدم تقدم أي من الفرق المشاركة لاستضافة النهائيات، لكن الاتحاد الآسيوي والذي كان المرحوم -إن شاء الله- عبدالله الدبل ممثلاً للمملكة فيه ورئيساً للجنة المسابقات قرر أن تقام البطولتان في أرض محايدة كتجربة أولى بحيث تقام بطولة أبطال الدوري في هونج كونج وبطولة أبطال الكؤوس في دبي بالإمارات العربية المتحدة.. ووقتها كان الأمير وليد بن بدر عضو الاتحاد السعودي ممثلاً لاتحاد الكرة في اجتماعات الاتحاد الآسيوي.
ولأن بطولة أبطال الدوري أقيمت أولاً وقبل أبطال الكؤوس فقد جرت في هونج كونج ليخرج الهلال بخسارته المباراة الأولى وبالتالي ابتعاده عن اللقب ليحتل المركز الثالث بعد فوزه الكبير على بيروزي الإيراني 4-1.. وبعد البطولة بفترة كان منتظراً أن تستضيف دبي بطولة أبطال الكؤوس لكن الاتحاد الآسيوي فاجأ الجميع وأسند تنظيمها للنصر ولاتحاد الكرة السعودي قبل أقل من عشرين يوماً على انطلاقتها.. مخالفاً قراره السابق والذي نفذ ضد الهلال تحديداً بحكم أنه النادي الذي طلب الاستضافة.. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد لكن النصر سجل لاعبين أجنبيين قبل البطولة بأيام وهما النجم البلغاري ستويتشكوف والقطري محمد سالم العنزي في مخالفة صريحة لنظام البطولة وأنظمة الاتحاد الآسيوي حيث شاركا مع النصر في البطولة التي استمرت تقريباً ستة أيام وعادا بعدها للعب مع فريقيهما مباشرة.. ليفوز النصر باللقب لأول مرة في تاريخه ويلعب السوبر الآسيوي مع سامسونج الكوري ليتعادل معه في كوريا 1-1 وفي الرياض صفر-صفر ويحقق لقب السوبر من دون أن يفوز على خصمه.. لتتواصل الجهود المكتبية بعد ذلك وتنقله لبطولة أندية العالم.. هذه هي القصة بحذافيرها وكما حدثت تماماً ليطالب النصراويون بعد ويطالبون بلقب نادي القرن الآسيوي بدلاً من الهلال..!! بطولة وحيدة لأبطال الكؤوس وبطولة سوبر فقط ويرون أنهم أحق من الهلال صاحب الألقاب الستة!
أنا هنا لست أقلل من تاريخ النصر أو إنجازاته لكن الحقيقة تقول إن هذه هي إنجازات النصر آسيوياً فلم يحقق لقباً خارج أرضه.. ولم يحقق بطولة أبطال الدوري مطلقاً والفارق الوحيد بينه وبين القادسية السعودي آسيوياً هو بطولة السوبر التي كسبها وأهلته بدلاً من بطل ألفين لبطولة العالم. هذه الحقيقة يجب أن لا تغضب أحداً باستثناء من يمتهنون تزوير الحقائق وقلبها وتضليل الجماهير الرياضية.. أما الجماهير الواعية فتعرف ذلك حق المعرفة وتدرك أن نغمة الإعلام (الهلالي) هدفها التغطية على كل الحقائق الدامغة التي لا يريدون الاعتراف بها أو يحاولون تغييرها كما اعتادوا دائماً.. ومن أجل التواجد إعلامياً أيضاً!
لمسات
كأس العالم تنطلق الجمعة في جنوب إفريقيا وسط متابعة كل الجماهير الرياضية في العالم.. ورغم الترشيحات المعلنة لبعض المنتخبات القوية إلا أنني أتوقع أن تكون البطولة من نصيب الفريق الأكفأ جهازاً تدريبياً وليس الأفضل عناصرياً.. فهذه بطولة المدربين بكل تأكيد..
نتائج المباريات الودية قبل المونديال أكدت أن الفوارق الفنية ضئيلة بين جميع المنتخبات صغيرها وكبيرها ما يؤكد أن اللقب بيد المدربين.
من الواضح أن لقب نادي القرن سبّب صداعاً مزمناً لمنافسي الزعيم.. وهو مع كأس المؤسس سيبقى هلالياً حتى المائة العام المقبلة!!