دون تقليل من إحترامي للبرامج الأخرى، يكاد يكون برنامج «في المرمى» بقناة «العربية» للزميل بتَّال القوس، واحداً من أكثر البرامج الرياضية تميزاً على الساحة التلفزيونية الخليجية.
ويجتهد بتال كثيراً في التحضير للحوارات التي يجريها مع ضيوفه، ولذلك فهي (أي الحوارات) تخرج بخسائر أقل من الخسائر التي اعتادت عليها حوارات البرامج الرياضية المشابهة .
وإضافة إلى التحضير، فإن حوارات برنامج «في المرمى» تغوص في أعماق الجرأة لتصل إلى أسئلة جريئة، ربما لا يملك الآخرون الشجاعة لطرحها، خاصة مع رؤساء أندية من العيار الثقيل.
ومثل هؤلاء لا تستطيع أحياناً أن تسألهم أسئلة متعلقة بفساد مالي أو إداري، لكن زميلنا يفعل ذلك بكل هدوء.
وتشعر أحياناً بعد تجاوب الضيف مع الأسئلة وإجابته لها، إما بالتعليق أو بالتحفظ على التعليق، برغبة شديدة في نقل هذه العدوى إلى كل برامجنا بكل قنواتنا.
فمع الدعم الحاصل اليوم للقنوات، ما يضر القناة «الأولى» وقناة «الإخبارية» أن ترفع مستوى الأداء المهني لتصنع برامج حوارية ساخنة، تستضيف فيها المسؤولين عن قطاعات الخدمات وتطرح عليهم القضايا الساخنة الراهنة بنفس الروح التي يتم فيها طرح سلبيات الشأن الرياضي؟!
أكيد أننا لا ننكر القفزة التوعوية في هاتين القناتين، ولا ننكر أنهما أسهمتا مؤخراً في مناقشة الشأن الاجتماعي بجرأة لم تكن معهودة من قبل، لكننا نطمح في أن تتطور المناقشة إلى استجواب مباشر عن الفساد المالي والإداري تحديداً، كما يحدث في البرامج التلفزيونية الرياضية التي سحبت البساط من البرامج الأخرى وجعلتها تبدو مختلفة.
