ألمانيا:
لم تكن حرارة استقبال أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته الرسمية لجمهورية ألمانيا الاتحادية خلال الفترة ما بين 30 من مايو 2010م وحتى 2 يونيو 2010م بأقل مما استقبل به في مملكة النرويج، فقد تضمن برنامج زيارته لبرلين والتقائه بكبار المسؤولين هناك، وإجراء مباحثات معهم، وزيارة المواقع التي تستهدفها الزيارة، بهدف إعطاء علاقات التعاون المتميزة بين الدولتين دفعة جديدة لتطويرها وتوسيع آفاقها، والعمل على تذليل كل ما قد تواجهه من عقبات.
***
فقد كان على رأس مستقبلي سموه في مطار (تيجيل) رئيس برلمان برلين وهو أعلى شخصية (بروتوكولية) في برلين، وهذه دلالة على الاهتمام الألماني المبكر بالزيارة، وعلى التقييم المسبق لنتائجها، وعلى الأمل بأن تكون الزيارة إضافة جديدة لما سبقها من زيارات ناجحة لقادة ومسؤولي البلدين الصديقين، في ظل تنامي الحاجة إلى بناء أسس لعلاقات دائمة ومستمرة تقوم وتعتمد على حاجة كل طرف مما لدى الآخر.
***
ولأن ألمانيا تعد واحدة من أهم الدول الصناعية في العالم باستخدام مصانعها لكل التقنيات العالمية والحديثة، فقد حرص ضيف ألمانيا، كما حرص مضيفوه، على تمكينه من الوقوف على آخر تطورات التقنية الألمانية المتقدمة في حل مشاكل المياه باستخدام الطاقة المتجددة وتحسين المواصلات والنقل داخل المدن باستخدام أبحاث علمية يجري تطبيقها، خصوصاً وأن الرياض تبحث عن إنجازات علمية تتناغم مع نموها المتسارع.
***
والاحتفاء بالزيارة وبضيف برلين لم يقتصر على الجانب الرسمي، وإنما كان للشارع لغته وحركته ومظاهره في هذا الاحتفاء، حيث تابع المواطن الألماني حركة الأمير، وصحبه في مشاويره واجتماعاته بتواجد الكثير من المواطنين هناك بالقرب من مواقع الاجتماعات وعلى امتداد الطرق، ما يعني أن اهتماماً بالزيارة شعبياً كان كبيراً، وأنه كان مريحاً للأمير وللوفد المرافق له بقدر ما كان مريحاً أيضاً للمسؤولين الرسميين في الدولة الألمانية.
***
وضمن مظاهر هذا الاحتفاء، مما لا يمكن لمثلي وقد كان حاضراً هناك، أن يمر حضور حاكم ولاية برلين إلى مقر سكن الأمير لاصطحابه إلى مكتبه لإجراء جولة من المباحثات دون أن يلفت نظري؛ إذ إن حاكم ولاية برلين لا يقوم بذلك إلا مع رؤساء الدول، لكنه فعل ذلك مع الأمير سلمان وكأنه يرسل إشارة إلى أهمية المملكة وأميرها القادم إلى برلين، فالصداقة بين بلدينا تحكمها مصالح مشتركة وعلاقات متوازنة، وتقوم على تفاهم عززته زيارات سابقة لملوك وأمراء ووزراء ومسؤولين من المملكة، ومن رؤساء ومستشارين ووزراء من ألمانيا لازالت تتواصل زياراتهم للمملكة.
***
ولم يقتصر برنامج زيارة الأمير على ما سبق، وإنما كان هناك له لقاء ومباحثات مع رئيس الجمهورية، ومثله مع وزير الخارجية، عبر خلال اللقائين أمير منطقة الرياض عن موقف المملكة من قضية الشرق الأوسط، وتجاهل دول العالم لها أمام إصرار إسرائيل على رفض كل الاتفاقات الدولية، بما في ذلك عدم التزامها بما وافقت عليه، أو القبول بما تطرحه الدول العربية من مبادرات لتحقيق الأمن والسلام في منطقتنا، وبينها المبادرة العربية التي قادها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتضمنت (فيما تضمنته) إقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشريف.
يتبع بعد غد