غلطان ومليون بل (دشليون) غلطان من اعتقد أو يعتقد أو سيعتقد أنه بمقدور العرب إلقاء إسرائيل في البحر وذلك لأمر جد بسيط وهيِّن ألا وهو أنه من يريد أن يلقي إسرائيل في البحر فعليه أن يُلقي أمريكا أولاً في البحر ولأن إلقاء أمريكا بقضها وقضيضها في البحر لا يحتاج إلى بحر فحسب، بل يحتاج إلى محيطات ومحيطات تتسع لكل أسلحتها التقليدية والنووية، وهذا الأمر بالطبع سيلوث المحيطات والبحار بالإشعاعات الخطيرة وحينها لن يهنأ العرب بمياه صافية رقراقة تصلح للسباحة و(التشنطح) على السواحل بعد تحقيق هذا المنجز العظيم، كما أنه بالقطع ستضرر (بلا جاتنا) ومنتجعاتنا الساحلية الراقية، وحينها لن تصلح للسياحة والسباحة ولن تزدهي ثانية بـ(كركرات حيزبونات) الغرب اللواتي يفدن إلى بلادنا جماعات وفرادى عبر (الغروبات) السياحية، لذا فإن المنطق يقول ألا نلقي إسرائيل في البحر، بل سنلقي أنفسنا في البحر ونتسلل إلى السواحل الإسرائيلية حاملين على ظهورنا الغذاء والدواء إلى أهلنا المحاصرين في غزة، وبالطبع ستمنعنا إسرائيل وسنثير الإعلام الغربي ضد هذا الكيان ومن يساند هذا الكيان وهذا أجدى بالطبع كثيراً من كل حروبنا الخاسرة مع إسرائيل، والدليل على ذلك أن ما حققته سفن السلام والتي حملت معها كل محبي الحرية والسلام من كل أصقاع الأرض وأصبحت قضيتنا (عالمية) بعد أن فشلت - حينما كانت قومية بحتة. أقول إن ما فعلته سفن السلام أنجع من كل الحروب وذلك لأنها قد جعلت من إسرائيل عجوزاً تكشف عريها البشع على ميناء أسدود وسقطت عنها كل أردية ادعاء الديمقراطية والحرية وأنها دولة حضارية وسط مضارب من الهجر(!!).
كما كانت تولول و(تتمسكن) أمام العالم دائماً بأنها دولة تريد السلام فقط ولكن جيرانها يرفضون.
يبقى القول أخيراً إنه من الظلم أن نجيّر هذا العمل الإنساني العالمي المشترك والذي فضح إسرائيل إلى جهة معينة أو فئة معينة أو ديانة معينة فكل العالم قد اشترك في هذه التعرية البطولية وما علينا سوى أن نستغلها بشكل حضاري وإعلامي (عقلاني) بعيداً عن المزايدات والمهاترات وإلغاء جهد أي إنسان في هذا الصدد مهما كان ذلك الجهد البسيط.