فاصلة:
((من السهل تجنب الرمح ولكن ليس السيف المخبوء))
- حكمة صينية -
لم أستغرب وجود امرأة مجرمة كهيلة القصير ومن قبلها وفاء الشهري وربما غيرهما مما يختفين عبر شاشات الإنترنت أو في اجتماعات دينية تنطوي على أهداف غير سوية؛ وذلك لأن السلوك الإجرامي لا يفرق بين رجل وامرأة، والإنسان يرتكب الجريمة إذا توافرت له دوافعها سواء كان رجلا أو امرأة.
الاختلاف عادة يكون في نوعية الجريمة وتفاصيلها ودوافعها؛ حيث هنا يغلب على المرأة في تنفيذ جريمتها الطابع الأنثوي المتمثل في الصبر والجلد لتحقيق الهدف والعاطفة السلبية التي تجيش بالحقد والقهر.
فيما يتعلق بالإرهاب نحن نستغرب أن تكون هناك امرأة تستطيع أن تجند وتجمع الأموال لتنفيذ جرائم دموية بينما يوجد هناك أنماط من الشخصية تؤهل لمثل هذا السلوك الإجرامي.
على سبيل المثال الشخصية المضادة وهي نمط من الشخصية يمكن لصاحبها أن يرتكب الجرائم؛ لأنها شخصية تفتقر للضمير وللأخلاقيات والمثل، وهدفها إشباع الدوافع من دون تبصر للعواقب، وهذه الشخصية قد تكون رجلاً أو امرأة.
إذن عامل وجود الأسرة المنفتحة في مثل حالة الإرهابية هيلة لا يمكن الاعتداد به؛ لأن الكبت والانغلاق الثقافي ليسا العامل الوحيد لارتكاب أي جريمة، إنما لا يمكن تجاهل المحيط الأسري والبيئة الاجتماعية التي تسهم في تسهيل التنشئة التي تفرز الإرهاب ولا تختلف في تأثيراتها السلبية ونتائجها بين ذكر أو أنثى.
الدور الذي تلعبه المرأة في التنظيمات الإرهابية خطير ومعقد، والخطورة تكمن في سرعة انتشاره، حيث تستطيع النساء الإرهابيات التأثير على نساء تحكمهن عواطفهن وجهلهن بالعواقب. أما التعقيد فيكمن في المجتمع الذي يحاول عزل النساء تحت غطاء الخصوصية بما يصعب معه معرفة توجههن والتحقق من وضعهن؛ ما يؤخر اكتشاف دوافعها الإجرامية. ولذلك كان مهماً جداً ما نشرته جريدتنا «الجزيرة» مؤخراً من حديث لرئيس حملة السكينة بوزارة الشؤون الإسلامية والمختصة بمحاورة من يعتنق الفكر الضال المتطرف عبر الشبكة العنكبوتية عبدالمنعم المشوح، حيث كشف أن 90 % من النساء السعوديات تعاطفن مع الأفكار المنحرفة نتيجة تأثر عاطفي بحت دون قناعات علمية أو شرعية عبر الإنترنت، وكانت 60 % من النساء ممن تأثرن بمجتمعهن المحيط بهن و40 % تأثرن عن طريق الإنترنت.
وأن المرأة (المشغولة) سواء في بيتها أو عملها أو مشاركاتها العلمية أو العملية نسبة وقوعها في الأفكار المنحرفة أقل بنسبة 70 %.
وهذه نقاط في غاية الأهمية؛ فمحيط المرأة غير السوي وعاطفتها المتشكلة دون وعي والفراغ من أهم العوامل في تشكيل فكر متطرف.
والسؤال المهم: هل توجد لدى المرأة في السعودية دوافع لأن تكون إرهابية؟
نعم؛ لأنها ببساطة مثل أي إنسان على كوكب الأرض يمكن أن يكون صالحاً أو سيئاً حسب شخصيته وبيئته.
إذن وداعاً لخصوصية المرأة في مجتمعنا، وعلينا التعاطي بالفعل بوعي تجاه ما أسميناه بالخصوصية؛ فقد يكون عاملاً مساهماً في تدمير عقول النساء والمجتمع!!.
nahedsb@hotmail.com