أكثر من 90 ألف مبتعث حتى الآن ضمن مشروع الابتعاث الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله،الذي يقود الأمة نحو عصر انطلاقة جديدة لتنمية الإنسان السعودي.
وبين أكثر من عشرين دولة، ينتشر عشرات الآلاف من الشباب والشابات في أطراف الأرض شرقا وغربا، متابعين تأهيلا عالميا في عدة تخصصات مختلفة ومهمة، أضف إلى ذلك موضوع الابتعاث الداخلي، حيث تتحمل الدولة50% من تكاليف الدراسة في الجامعات والكليات الخاصة، وعدد المبتعثين مرشح للنمو والزيادة باستمرار، هذا من جانب.
من جانب آخر، تشكل وسائل الإعلام السعودية الخاصة والحكومية أكبر المؤسسات الإعلامية في العالم العربي، وتتفوق حجم الاستثمارات السعودية مجتمعه في قطاع الإعلام على أى بلد عربي آخر، من المؤسسات الصحفية الكبرى، والمطبوعات، إلى القنوات الفضائية، وحتى بدايات الصحافة الكترونية،وصولا إلى الإعلام الجديد ووسائله، كما شركات الإنتاج والخدمات المساندة.
ولأسباب جغرافية ومهنية وتأهيلية لا يشكل عدد السعوديين في المجمل أكثر من 25% تقديريا- من حجم القوى العاملة في قطاع الإعلام.
أمام وضع كهذا، لازالت وزارة التعليم العالي وفي برنامج الابتعاث تحديدا- تصر على أن تخصص الإعلام لا يستحق أن يدخل في برنامج الابتعاث الكبير، وكأنها تقول علانية: أن لا حاجة لتأهيل قيادة إعلامية وفنية للعقد القادم لهذا القطاع.
أو أنها تعتقد أن الإعلام هو مجرد (كتابة خبر صحفي)، أو وظيفة تعتمد على الموهبة والفهلوة وحسب،غير ناظرة إلى هذه الصناعة وقوة تاثيرها وتركيبتها التي تزداد تقدما في عملياتها الانتاجية المختلفة.
حيث أحدث التقنيات في النشر،وغرف الأخبار، والاستديوهات، ومهارات المخرجين والمعدين التي تجعل من الصحفي شاملا،والتقني شخص متعدد المهارات والمواهب والقدرات،ويمكنه القيام بأدوار عدة داخل عمليات الإنتاج.
أعتقد أن الوزارة وبرنامج الابتعاث بحاجة إلى إعادة النظر في تعاطيه أو حكمه البسيط على الإعلام، لأن استثناء الإعلام -كما السينما- من فرص التأهيل والتدريب عالميا باعتباره لا يستحق هذا التأهيل وهذا الإنفاق، هي رؤية قاصرة وفاضحة لصناعة الإعلام الجديدة والمحتوى المنوع بكل تفاصيله وتعقيده.
ويعكس ضعف تقييم لقيمة الإعلام وتأثيره، والتي تتفوق اليوم على التسليح ومشاريع العلاقات العامة الدولية ناهيك عن أن هذا التجاهل سيؤدي إلى ضعف السيطرة على إدارة الإعلام وقيادة تطوراته التقنية والفنية الجديدة في الوسائل والمحتوى.
لا أدري: هل نحن بحاجة لنذكر الوزارة العزيزة ولجنة الابتعاث، بالأهمية الاستراتيجية التي نحتاج إليها لتأهيل جيل جديد من الإعلاميين والعاملين في هذا القطاع للجوانب الفنية والتقنية والصحفية دراسة وتدريبا وتأهيلا...؟
إلى لقاء..