بعد فضيحة القرصنة الإسرائيلية في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط يتساءل المتلقي العادي، سواء كان مواطناً عربياً أو أوروبياً وحتى اليهودي في أمريكا وغيرها: ماذا أبقت إسرائيل من الأعمال، التي كان يشتكي منها اليهود والتي ارتكبها النازيون، ولم يرتكبها الإسرائيليون حتى الآن ضد الفلسطينيين؟!
الجريمة الأخيرة للقرصنة الإسرائيلية التي ارتُكبت خارج الكيان الإسرائيلي، وفي المياه الدولية، أظهرت أن إسرائيل لا تقيم وزناً لآلام البشر، ولا تهتم حتى بمشاعر اليهود أنفسهم الذين يشتكون من الظلم الذي أوقع عليهم من قِبل النازيين، وبعض اليهود من الناجين من محرقة الهلوكست النازية كانوا على سفن الحرية القاصدة غزة لرفع الحصار عن أهلها.
والآن تقوم إسرائيل بأفعال أبشع وأكثر قسوة مما قام به النازيون؛ مما يجعل اليهود كافة عرضة للانتقاد والكره بسبب أفعال ساسة إسرائيل الذين سبقوا - من خلال ارتكابهم جريمة القرصنة في مياه البحر الأبيض المتوسط وإزهاق أرواح تسعة عشر إنسانًا كانوا ينقلون مساعدات إنسانية من مواد طبية وغذائية لأهل غزة المحاصرين - وزادوا على أفعال النازيين في الوحشية؛ ولذلك فإن الإسرائيليين أرادوا من وراء ارتكابهم هذه الجريمة إرهاب كل إنسان وكل جهة حتى الدول من محاولة فك الحصار عن أهل غزة، واختراق السجن الكبير الذي فرض عليهم؛ لذا فإن أفضل رد على هؤلاء المتوحشين والقتلة هو فك الحصار عن أهل غزة، ومن هذا المنطلق فإن الخطوة التي اتخذتها مصر بفتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى هو أفضل عمل عربي حتى الآن لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية، ونأمل أن يستمر هذا الموقف المصري، وأن يُفتح كلياً وفق الأنظمة المرعية، وألا يُعاد غلق المعبر حتى لا نكون حراساً للكيان الإسرائيلي، ولا نساعد هؤلاء القتلة المتوحشين على اضطهاد وظلم أهلنا في فلسطين وغير فلسطين.