الذين تابعوا (مساء الرياضية) عبر قناتنا الرياضية مساء الجمعة الماضي لفت نظرهم مدى حرص الزميل طلال آل الشيخ على استغلال الحلقة ليعرض نفسه كمرشح تحت الطلب وهو لذلك حاول أن يقدم الحديث الواعي العقلاني للدكتور صلاح السقاء حول الاستثمار في أنديتنا على أنه الجانب المظلم والمتشائم وأنه يمثل نصف الكأس الفارغة فيما يقدم هو -طلال- الوجه المشرق المتفائل بمستقبل الاستثمار في الأندية وأن نظرته تعكس نصف الكأس المملوءة!
ففي الوقت الذي يؤكد فيه الدكتور السقاء على أن البيئة الخصبة للاستثمار في الأندية غير متوفرة حالياً بما فيها الأربعة الكبار الذين لا زالوا يعتمدون على الدعم الشخصي سواء من رئيس النادي أو من أعضاء شرفه يزعم طلال آل الشيخ أن الظروف متاحة لكل الأندية لتلحق بركب الاستثمار الرياضي!
والواقع أنني صدمت بموقف الأخ طلال الذي لا ينقصه الوعي ولا المهنية كإعلامي لكن يبدو أنه استسلم لعاطفته أو إن شئت لرغباته فتحول حديثة إلى (طهبلة) إعلامية مفضوحة!
فالأخ طلال يعلم أن الأندية الأربعة الكبار تتميز بإمكاناتها المادية الجيدة -مقارنة ببقية أنديتنا- منذ أن عرفنا كرة القدم في بلادنا كما يدرك طلال أن الاستثمار الذي يدر على النادي ستين أو ثمانين مليون ريال في مقابل ضعفها مصاريف أو تزيد في الموسم لا يمكن أن يصنف ضمن نطاق الاستثمار الإيجابي وطلال أيضاً لا يجهل أن الأندية التي يقول عنها بأنها في طريقها نحو استثمار أمثل هي في واقع الحال تعجز عن توفير قوت يومها والإعانة السنوية لهذه الأندية لا تتجاوز المائتي ألف ريال وهي لا تحلم حتى مجرد الحلم بتوفر رعاية لها لافتقادها إلى كل ما يمكن أن يغري برعايتها!
والغريب أن يتحدث طلال بهذا المنطق في وقت تعلن فيه الرئاسة العامة لرعاية الشباب بكل شفافية وعبر بيان رسمي مدى معاناتها على الصعيد المالي الذي حال بينها وتنفيذ عدد من المشاريع الرياضية والشبابية وتنويه الرئاسة إلى تراكم الديون على الأندية وتعرض أكثر من رئيس للسجن نتيجة للحكم على الأندية بتسديد ما عليها من حقوق!
كنت أتمنى من الزميل طلال أن لا يشطح في القول وأن لا يوحي للمشاهدين مثلي بأن ما يقوله ما هو إلا مسعى لتحقيق مآرب شخصية فأمثال طلال بإمكانهم تحقيق مبتغاهم بفكرهم وثقافتهم وخبرتهم دون حاجة للتلويح بالكأس المملوءة نصفها الفارغة نصفها الآخر!