من جديد تؤكد إسرائيل تمردها على الشرعية الدولية وخرقها للنواميس الإنسانية والأخلاقية؛ فالجريمة التي ارتكبتها البحرية الإسرائيلية فجر يوم الاثنين حدثت حينما شن المارينز الإسرائيلي هجوماً دموياً تحت جنح الظلام في المياه الدولية ضد مدنيين لا يحملون سوى أفكار ومواقف تعمل من أجل رفع الظلم المفروض على أهل غزة المحاصرين والمحرومين من الغذاء والدواء القابعين في سجن جماعي مفروض على شعب أعزل منذ أعوام.
قافلة الحرية ضمت خمس سفن وحملت ستمائة وخمسين متضامنا دوليا حضروا من دول عدة لتضميد جراح أهل غزة حاملين معهم مواد غذائية وطبية، ولم يحملوا أسلحة أو متفجرات؛ ولهذا فإن اعتراض هذه القافلة ومهاجمة سفنها وقتل عدد من المتضامنين المدنيين ثم اقتياد من تبقى منهم إلى ميناء أسدود العسكري وإخضاعهم لتحقيق مضنٍ أوصلهم إلى المعتقلات بانتظار إبعادهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية يعتبر جريمة نكراء.
هذه جريمة بشعة ضد الإنسانية جمعاء؛ لأن المتضامنين مع الشعب الفلسطيني المحاصرين في غزة يمثلون الضمير الإنساني الذي تحاول إسرائيل خنق إرادته، وهذا العمل الإسرائيلي الإرهابي ضد إرادة المجتمع الدولي لا بد أن يواجه بفعل يتناسب مع حجمه وحجم الجريمة التي لا يوازيها سوى المبادرة وفوراً برفع الحصار عن أهل غزة والسماح بإعادة الحركة إلى المعابر الدولية مع غزة للسماح للأفراد والمواد الغذائية والطبية بالوصول إلى القطاع وتهديم أسوار السجن الكبير الذي فرض على أهل غزة.
هذا الفعل المنتظر وحده الذي يرد الصفعة للكيان الإسرائيلي ويستعيد المجتمع الدولي هيبته وكرامته اللتين مرغتهما إسرائيل كعادتها بجرائمها التي تنال من الإنسانية جمعاء.
***
