قبل أن (تقبس) شرارة صراع الحضارات الرهيب والذي فيه سيأكل القوي الضعيف لا محالة وتضمحل الأمم والشعوب الفقيرة وتتنارع أو تتوازع الكرة الأرضية الحضارات الأقوى كالحضارة المسيحية والحضارة البوذية باعتبارهما الحضارتين المرشحتين للبقاء لما تملكان الآن من قوة تكنلوجية وعسكرية وبشرية أيضاً فيما تنسحب من مسيرة التاريخ الحضارات الأوهن كاليهودية والهندوسية والزرادشتية، أقول حينما يحدث ذلك فإن السؤال الملح والذي يقفز ليلطم الوجه هو ما هو مصير الحضارة الإسلامية؟! في هذا الصراع وسيكون الجواب بالطبع أكثر لطماً من السؤال وأكثر قسوة منه وذلك لأن أغلب الحضارات إن لم نقل كلها لها ثأر تاريخي مع حضارتنا وزاد الطين بلة ما يفعله (بعض) الجهلة منا في استعداء الحضارات والأمم عبر حماقات (إرهابية) لا تؤدي إلا للمزيد من الحقد والكراهية علينا ولنا. ومن هنا فإذا ما (قبست) شرارة الصراع فإننا أول الأمم التي ستكتوي، بل ستحترق بنارها اللاهبة وذلك لأننا وبصراحة مطلقة أوهن الأمم قاطبة في هذا الصراع الذي لا يتمنى العاقل حدوثه في عصرنا الراهن على الأقل، لذا فإنه من الحكمة القصوى أن نُطيل أمد السلام ما استطعنا لأننا بذلك نؤخر ولو قليلاً حدوث ذلك الصدام حتى نمتلك القوة وقوة الإيمان ليكون الله معنا عن حق وحقيق حينما نكون مسلمين حقيقيين جديرين بهذه الحضارة العظمى.
أما اليوم ونحن في هذه الحالة من التفكك والتشتت والجهل فليس أمامنا إلا التفاهم والتحاور والإقناع وأن حضارتنا بُنيت على السلام والمحبة واحترام الأمم والإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر. لذا حينما يدعو ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين مليكنا المفدى حفظه الله إلى إقامة (مركز لحوار الحضارات) فإنه يثبت للعالم كله أننا أمة الإنسانية ومليكنا هو ملك الإنسانية جمعاء. ونحن إذ نقف خلف هذه الدعوة العالمية الإنسانية النبيلة لخادم الحرمين فلأننا مقتنعون بقوة الإسلام على الإقناع وعلى الاقتناع أيضاً. لذا فلنواصل الحوار حتى آخر الشوط.