Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/06/2010 G Issue 13760
الثلاثاء 18 جمادىالآخرة 1431   العدد  13760
 

صاحب العقار والأيتام.... جزيت خيراً
د. محمد أبو حمرا

 

ربما يلاحظ الإخوة أني أحرص على أن أكتب عن فاعلي الخير بكثرة؛ وهو مبدأ وهدف اتخذته لخدمة المجتمع وزيادة التراحم والتواصل بالخير.

في حي متواضع في الرياض؛ هناك رجل لديه عقار

عقار يؤجره ليساعده في تكاليف الحياة؛ جاء رجلان قد تزوجا أختين واستأجرا منه العقار؛ أنجبا؛ وصار عدد أطفالهما ثمانية؛ وسكنت معهم جدتهم أم الزوجتين؛ وكانا يدفعان الإيجار لصاحب العقار.. لكن قدر الله أن يسافرا للعمرة؛ سافرا وحدهما؛ وحصل لهما حادث كانت نتيجته موتهما؛ فقدت الأسرة المكونة من جدة وأمّين وثمانية أطفال فقدوا من يعيلهم؛ ولم يكن هناك أي دخل لهم سوى ما يجمعه أهل الحي لتزويدهم به؛ أما صاحب العقار فقد تبرع بعقاره لهم مجانا؛ وصار سكنهم بلا إيجار؛ وكلما سأل رجل عن ذلك العقاري أخفى نفسه عن الناس وقال ليس أنا صاحب العقار وإنما هو فاعل خير يرجو ما عند الله لا ما عند الناس.

وقفت متأملا فيما قام به هذا الرجل جزاه الله خيراً؛ وأنا يعلم الله لا أعرف صاحب العقار ولا أعرف الأسرة أيضاً؛ ولكن جاء الحديث عن ذلك عرضاً في مجلسي؛ وكان المتحدث رجل ثقة عاقل لم نعهد عنه إلا الصدق؛ ويعرف قصتهم.

مثل هذه النماذج من الرجال هم الذين يجمعون القلوب ويؤلفون بين المجتمع؛ وأظن لو كان غيره لقال اخرجوا فأنا أحتاج إلى دخل يساعدني؛ لكنه كان أكبر من جرحه؛ لأنه عرف أن جرح تلك الأسرة عميق عكس حاجته والتي باستطاعته أن يجد لها حلاً لأنه رجل يستطيع الحراك.

هناك كثيرون من الذين نتف الزمان ريشهم؛ مثل تلك الأسرة التي تتكون من أطفال صغار ونساء لا حيل لهم ولا قوة؛ ولا يوجد قريب لهم يساعدهم في الحراك لدى الجهات المسؤولة عن الفقراء ومحاربة الفقر.

لكن: كيف يمكن أن نساعد مثل هذه الأسرة؛ وغيرها كثر؛ وكيف يصل خبرها إلى المسؤولين والأثرياء الذين أعرف أنهم لن يألوا جهداً في الوقوف معهم؛ ولو على الأقل تأمين المواد الغذائية لهم شهريا.. ما أسعد من أعطاه الله مالاً وأعطى منه للمحتاجين مثل تلك الأسرة وغيرها.

أعطاك فابذل من عطيته

فالمال عارية والعمر رحّال

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد