Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/06/2010 G Issue 13760
الثلاثاء 18 جمادىالآخرة 1431   العدد  13760
 
من أوراق القضية
د. عبد المحسن بن عبد الله التويجري

 

الأمل أن تتنامى القوة التي يتحرك بها المسير وفق القانون الطبيعي لأسباب التطور الذي بدونه الأمر يستدعي المراجعة، والحذر من سقوط القوة في متاهات أهوائها، فمن يسبر الأحداث يقف به الحذر أمام القوة، فيما يتأله بها مسير لا يعتبر مصيره.

والأمل ألا يستبد بهذه القوة شيء من الخطأ وضلال الطريق، فما يحدث في اليمن يحرك أسئلة الظن والشك عن الأسباب والدوافع، ومن صاغ الوسائل من ذلك حين يحاورها الشك والظن قبل الاتهام، ومن جانب آخر فإن حرية الإنسان تقوى بحرية أرضه، والكل على مسير متلازم، فأين إنسان فلسطين من أرضه؟

إن الحراك على أرض الواقع لا يسر الفلسطيني والعربي، بل يربك الأمل لديه إن لم يدفع به إلى اليأس.

المشهد مكون من سلطة ومقاومة، والسلطة ليست بسلطة طالما أنها بلا دولة معترف بها، والمقاومة في مد وجزر، وبين حضور وغياب، والمحيط من حول هذا عامر بأكثر من مقاومة.

فالرأي لا يتردد في التمني، حيث الأمنية قبل أي شيء آخر أن يراجع الفلسطيني حراكه على أرض بتر العدو فيها كل حق، ودفع بالظلم والباطل عليها، لذا فإن الواجب على التنظيم الأقوى والأشمل (منظمة التحرير) مسؤولية المراجعة على أن يقابلها ما يدفع بها نحو الطريق الصحيح.

ومن جانب آخر فإن واقع الأرض يستدعي المشاركة العادلة المؤمنة بالحق، ومن هذا المنطلق يتحرك مجموع من سفن كسر الحصار على غزة، حيث تتوجه على الرغم من التهديد الصهيوني باعتراض هذه السفن، والذي ينص على اعتراض السفن بغرض الاستيلاء على الشحنات فيها،وربما أنها ستوصلها إلى غزة، كما أعلنت إسرائيل أنها ستعتقل جميع الركاب من على السفن حيث نصبت خياماً لإيوائهم، ومن بعد تتدبر أمرهم.

إنها مشاركة فعالة قد تحرك الساكن من على الأرض المحتلة التي يتراكم من عليها الصراع، حيث يمتحن العدل من الظلم، والصواب من الخطأ.

وما كان لهذا الامتحان أن يتم بدون المالك لهذه الأرض المدافع عنها وعن قدسيتها، والذي ضحى من أجلها حتى وإن ألهبت المفاوضات المباشرة وغير المباشرة سياج القضية، أو أرادت السلطة ذلك.

فالسلطة أول من يعرف أنها سلطة بلا دولة، وكل ما تحاوله يؤثر على سلامة القضية وقدسيتها التي يجب ألا يدنس صمودها مؤثر مهماكان أمرها، ومن يتابع القضية يتضاءل تفاؤله، أو يتلاشى ويفسر هذا الظن:

1 - الخلاف الحاد بين فتح وحماس.

2 - وجود سلطة قبل استرداد الأرض والتحرير، فكل شيء يكمن في المقاومة.

3 - الظروف المحيطة بالقضية منذ أن احتلت فلسطين.

فللأمل مناخ ينمو ويزدهر في رحابه، وهذا ما يشير إلى بعض علل من حول القضية، وهذا يسبب ارتباكاً للمشاعر حيث أوضاع من حول القضية واقعها يثير الأسف، والواجب أن يندفع المقاوم إلى مزيد من عمل يؤثر على العدو ببسالة المقاوم متى صارت المقاومة هي السبيل، فغير المقاومة جهد ثبت فشله، إنها محاولات هدفها ما يسمى بالسلام وذلك غاية فشلت وسائلها.

والسؤال الملح ينبثق من واقع مؤلم، واقع نلمس أثره ضمن حلقات تحيط بالقضية منذ أن أصبحت قضية، فإن صار الجواب من المستحيل فظله يختلط الأمرفيه بين عجز ومحاولات تأخر تفعيلها على الرغم من مرور زمن عليها.

إن الحاضن لكل القضية مسيّرٌ على طريق ينتهي بالعجز والسؤال، من هو الذي يسيرها ويدفع بها على هذا الطريق؟ فعسى أن ينبثق من هذا أمل بألا ينتهي المسير بالعجز ويفشل من إثبات نفسه وأثره وأن تتخلى السلطة عن أحلامها، فالواقع لا يحرك مسيره إلا قوة تقاوم وتردع، وهذه سنة التحرير منذ تاريخ أول قضية.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد