قال أفلاطون الفيلسوف الإغريقي الشهير عن الشعراء: )كل الشعراء الكبار، الملحميون منهم والغنائيون، ينظمون قصائدهم الجميلة ليست كروائع فنية، بل لأنهم ملهمون كبار).. وأعرف تماما أن الشاعر العظيم هو أثمن جوهرة في الأمة.. فلا ريب عندي أن سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد شاعر كبير ومجيد.. ومن جواهر الأمة.. إضافة إلى حفظه أجزاء كثيرة -وهو الأهم- من القرآن الكريم.
هذا وعندما كان الأميران بندر بن محمد وعبدالرحمن بن مساعد مرشحين لرئاسة الزعيم.. كنت أميل لترشيح الأمير بندر للرئاسة الزرقاء أكثر من رغبتي في ترشح الأمير عبدالرحمن لسبب بسيط جداً.. وهو أنه شاعر مفوه.. وله أسلوب ومدرسة ساحرة.. وله أيضا روح مرحة.. ولكنها لا تؤكل (عيشا) في دنيا الأندية.
وكنت أقلبها آنذاك في رأسي.. إن هذا الرجل في موقع مختلف عن وسطنا الرياضي باعتباره يعيش في عالم الشعر والشعراء المتميزين.. وكنت أعتقدت أنه في حالة ترشيحه لن يستمر موسما واحدا.
كنت أيضاً في الموسم الأول لرئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد أتحاشى الكتابة عن سموه.. بل كنت أتمنى مرات كثيرة أن يعود أخوه سمو الأمير عبدالله بن مساعد لاستكمال المسيرة.. فهو رجل له خبرة رياضية سابقة وجيدة.. كما أنه اقتصادي وعقلية عملية وجادة.. أما الشاعر فليس له مكان في الأندية كما أسلفت.. خاصة وهو يترأس ناد من أكبر أندية العالم العربي وأكثرها بطولات وأمجاداً ومجداً.. ومحبوه كثر وحاسدوه أيضا كثر.. ولا يمر موسم إلا وقد ارتفعت معدلات بطولاته إلى المزيد والمزيد في نهم يغبط عليه من الجميع.
هذا، وكنت قد انتقدت سموه فيما أرى أنه جانب فيه الصواب.. وتعامل معي بأدب جم وبحسن نية مفرطة.. ومرت الأيام، وإذا بي أجد أن سموه ربان ماهر للسفينة الزرقاء وهي تبحر في بحر لجي متلاطم.. وإنما بتلك الشاعرية.. وبذلك الخلق النبيل.. أضاء حقبة جديدة من أخلاقيات نبيلة بدأ الوسط الرياضي في تلقيها بدهشة.. حتى أصبح موضع الإعجاب والانبهار.
إن الأخلاق والشرف والنزاهة والتواضع هي شجاعة الرجل القوي.. وهي لعمري سيرة رجل عظيم بكل المقاييس.. منذ نشأته في كنف أب زاده اليومي التقى والقرآن الكريم.. فغرس في أبنائه معينا إيمانيا لا ينضب.. وها هي إدارة الشاعر تنتقل من مجد إلى مجد.. ومن قمة إلى قمة.
ولكن.. لسموه أخطاء واضحة.. فكون فريقه حقق بطولتين كبيرتين في الموسم المنصرم.. ثم يخرج وينوه بأنه نادم على دخوله للوسط الرياضي وغيرها من التعابير التي من الممكن أن يقولها لصديق وليس لأجهزة الإعلام.. فمثل هذه الروح النادمة تتسرب حتما إلى اللاعبين.. فيوجدون لأنفسهم الأعذار في اللاشعور.. بأنه إذا كان القائد قد تعب و(زهق) وهو لا يلعب ولا يتعرض للإصابات.. فما بالنا نحن أساس الفريق وأدواته في الميدان ؟!.
اللاعبون في كل أنحاء الأرض يدينون بالإعجاب بالإداري القوي الذي يجابه الآخرين مدافعا ومناكفا عن ناديه حتى آخر لحظة في تواجده على كرسي الرئاسة.. وبالمدرب الشجاع الذي لا يتبرم ولا يسخط.. بل ينقلهم من أمل إلى أمل في صبر وأناة وجلد.. لتتسرب روح المقاومة والقتالية إلى اللاعبين.
المدرب الصربي نيبوشا.. مدرب شجاع ومقاتل فانعكست روحه على لاعبي الأهلي آنذاك.. واستطاع نيبوشا تصعيد عدد من اللاعبين الشجعان وحقق بالتوليفة الشجاعة بطولتين من أمام النمر الاتحادي الذي كان يفترسهم بالأربعة والثلاثة.
أيضا هناك ملاحظة جديرة باهتمام سمو رئيس الهلال.. وهي ضعف الاهتمام بالقاعدة.. وبالتالي ضعف المخرجات لتلك القاعدة.. وإنني لمتأكد أن سموه سيتقبل ملاحظاتي بصدر رحب.
أخيراً ليتذكر سموكم.. أن الرجل القوي.. يكتسب رجالا أقوياء.. ومن ثم يجعلهم أقوى. وبالله التوفيق.
نبضات!!
- المماحكات التي تدور بين الرائديين والتعاونيين شيء معيب في حق المنطقة والمدينة التي يقتسمونها.. وكانت فكرتي السابقة إيجابية عن الناديين البريداويين.. ويظهر إننا سنرى موسما قاتما الصورة بين الناديين وهما يلعبان معا في الدوري الممتاز.. لذا على عقلاء الناديين أن يحجما الاندفاع نحو التصاريح التي توغر الصدور دون مردود حقيقي على الناديين!!
- مجلس الشورى ناقش الشأن الرياضي في جلسة سابقة.. وهذا المجلس تدخل فيما لا يفقه فيه من قريب أو بعيد.. فأنا كمواطن لم أشعر يوما أنهم قدموا لي خدمة حقيقية.. حتى ولا بطاقة تأمين صحي للمتقاعدين وهم الفئة الأحوج!!
- كثيراً جداً من الأهلاويين يسألونني عن صفقتي موسى والمر.. فأتحفظ وأذهب بعيدا عنها.. ورضوخا لهم أؤكد أن صفقتي (الكاملين) ممتازتين.. لكن مشكلة الأهلي الكبرى تكمن في قلب الدفاع.. أي (السنترهاف) بلغة ملعب الصبان.. فالعمق الأهلاوي هو سبب أكثر الهزائم إيلاما.. فإلى جانب وليد عبدربه يحتاج الأهلي بوضوح إلى مدافع كبير ومستواه يفوق عبد ربه.. ويتمتع بمواصفات استثنائية كبيرة.. وإلا صفقتا الكاملين لن تحل المشكلة.. وقد يخفف من المشكلة إحضار محور متمكن ليخف الضغط وإصلاح الضعف عن العمق الأهلاوي.. ولا أعلم إلى أين أنت ذاهب يا فارياس؟!!
- كل الأمل في الشاب الرائع الأمير فهد بن خالد بتغيير ذلك الفكر الانهزامي تجاه الجار.. فالاتحاد مسيطر على أغلب لقاءات الفريقين حتى على مستوى الناشئين وكذلك الشباب والفريق الأول وعلى حد تعبيرهم -رايح جاي-.. والهروب نحو إيجاد منافس بديل لا يحل المشكلة بل يعمقها.. مع أصدق التمنيات لأبي سعود!!