أجرتْ الزميلة عذراء الحسيني تحقيقاً نشرته جريدة «الرياض»، عن ظاهرة بيع المياة التي تُغسل بها فناجين وأكواب الأعراس، للنساء اللاتي يعانين من الخوف من عيون الحاسدات. وهذا الأمر ليس بمزحة اوطرفة من طرف الأعراس التي تعودناها في نجد اوالحجاز، التي تحدث في بعضها العجب العجاب، بل حقيقة واقعة، الى درجة وصل فيها سعر اللتر من «غسول البيالات» إلى مئة ريال، و»يمكن تلحق، يمكن ما تلحق»!
طبعاً لا أحد ينكر وجود الحسد والحاسدين والحاسدات، فذلك وارد في القرآن الكريم، لكن القرآن أشار الى الوصفة التي تحصننا منه ومن أهله، ولم تتضمن هذه الوصفة لا قوارير الغسول ولا نوى التمر ولا تراب العتبات. فلماذا ونحن أهل القرآن، نكون أكثر الشعوب تأليفاً للوصفات الشعبية الخرافية، إبتداءً من مياة الغسيل، وحتى عبوات الزيت المتفول فيها؟!
إن على جهة ما أن تدرس واقع هذه الخرافات التي ملأت حياتنا اليومية، والتي لا تُعطى للناس لوجه الله، بل بأغلى الأسعار احياناً، وربما قد يستغرق الأمر لأن يصحوالراغب في الحصول على قارورة ما اوعبوة زيت من هذه الأنواع، قبل صلاة الفجر، لكي ينتظر فرصته في طابور طويل، للحصول على هذا الماء الملوث والحامل جراثيم وميكروبات، لا يعلم إلا الله حجمها ومدى خطورتها على شاربها اوالمغتسل بها. وحين أطالب بدراسة هذا الواقع، فإنني أمهِّد للتحرك العاجل لإيقافه في بيوت الأعراس وفي العيادات الشعبية وفي المنازل الخاصة. وإنْ نحن لم نوقفه، فإننا سنرهق ميزانية الدولة في علاج مرضى هذه السوائل، في شرق وشمال وغرب وجنوب بلادنا.