إذن فقد وصلت الأمور في التبرير لإبقاء السائق الأجنبي جاثما على صدورنا إلى أثداء النساء أو إلى ألبانهن المحلوبة في الطاس أو الكأس لا فرق. والله لو خرج سيدنا عمر من قبره لأوسع المحللين ضربا بدرته انتصافا لنسائنا المقهورات، ولو خرج علينا سيد العرب حاجب ابن زرارة لبصق في وجوهنا لأن الحرة في أعرافه تموت ولا تأكل بثدييها ولا تقاد بحليبها. بؤسا لهذه الأفكار ولمن يتخيل أنها تقدم حلا لمشاكلنا الأخلاقية والاجتماعية مع عناصر أمية جاهلة من أجلاف الأمم (و أستثني هنا العرب فهم منا وفينا) جمعها لنا الجشع والتسيب والتجرد من المسؤوليات الاجتماعية ومن الحس الوطني.
أيها الناس على افتراض التسليم بأن الأمور سوف تقف عند الحدود الصدرية أذكركم أننا لا نحتاج في الواقع الفعلي إلى فتاوى تجيز إرضاع من هب ودب على أرضنا من أثداء نسائنا لكي يكتسب صفة المحرم. ثم إن حليب نسائنا في هذا الزمن أصبح شحيحا وضحلا لا يكفي حتى لإرضاع أطفالنا، فكيف يفترض أصحاب الفضيلة المحللون أنه سوف يكفي لتقديم ثلاث رضعات مشبعات لملايين الأفواه الأجنبية الجوعى، وهم من نعرفهم حق المعرفة في أمور القطع والمضغ والبلع والتهام الأخضر واليابس!. رجاء وأتوسل إليكم أيها المحللون الفضلاء، دعوا حليب نسائنا لأطفالنا واتركوا أثداءهن في أماكنهن ولأغراضهن التي خلقها الله لها.
بديلا عن ذلك أقترح عليكم حلا آخر ما دامت الأمور قد وصلت إلى هذه الحدود المتساهلة. ما رأيكم أدام الله فضلكم بالاستفادة من الإرضاع المجازي الذي هو حاصل بالفعل ومستمر منذ عشرات السنين!. أنتم تشاهدون، ومعكم كل العالم أن مملكتنا وهي أمنا الحبيبة ترضع مجازا بطريقة ضخ الأموال الطائلة ملايين وملايين من الأجانب الذين أصبحوا غادين رائحين في كل رقعة وبقعة وقصبة وهضبة من ربوع بلادنا الحبيبة. هذه الأموال الطائلة المحلوبة أيها الفضلاء لا تتحول في أفواه هذه الملايين الأجنبية إلى لبن فقط ولكن إلى لبن وعسل ولحم ودم ومدارس ومصانع فيما وراء الحدود مقتطعة من أموالنا.
إذن زاد فضلكم، مادام بعض هذه الأموال يتحول في الأفواه الأجنبية إلى لبن، فلماذا لا تنظرون في إمكانية اعتباره في مقام الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة بالمجاز، مثلما ما اعتبرتم الرضاعة من نسائنا يجعل البالغين الأجانب أقارب؟. لكن، ولكم جزيل الشكر والتقدير دعوا أثداء نسائنا لما خلقهن الله له.
أقدم لكم هذا الاقتراح مضطرا لأن الحل المنطقي والأنسب لن يحصل على رضاكم كما أتوقع، بل ولربما أثار لديكم قدرا غير معقول من الامتعاض والدعوات على مؤيديه. لكنني بالرغم من ذلك سوف أقول هذا الحل الأمثل: نظفوا بيوتنا من الأجانب ودعوا المرأة تأخذ دورها الاجتماعي والوطني وتدير شؤونها المباحة لها شرعا بنفسها وبدون رقابة ووصاية رجل أجنبي.