فرحنا بعودتك أيها الصديق العزيز.. وننتظر عودتك إلينا.. فعد للربوع.. وعد للأهل والصحب.. وعد لمكة.. طف بالبيت في الحرم.. هناك ادعو بين الحِجر والحجر.. وامسك بباب الله واشكره.. في الملتزم.. وفي المقام.. وبين الصفا والمروة.. والغار والجبل.. عد يا صديقي.. فلطف الله نأمله.. وندعو بعود حميد.
|
هذه مداعبات أبعثها لك لأذكرك فيها بتلك الأيام بعد عودتي من أمريكا، بعد رحلة العلاج في أول جلسة لمجلس الوزراء كتبت أشكر معالي الأخ الكبير الدكتور عبدالعزيز الخويطر لسؤاله عني وقلت له:
|
|
أبا عبير جزيتم عنا بخير جزاء |
لقد سألتم وكنتم للخل نعم الرداء |
وخيركم قد عرفنا من السنين النوائي |
رعيتمونا وربي يجزيكم الوفاء |
لا شك انا لقينا في ذاك بعض عناء |
وكم فرحت لأني قد كنت في الأصفياء |
وكم شقيت لأني مناطح الصماء |
وأجبتني يومها مستغرباً محاولاتي الشعرية، وقلت في قصاصة دفعتها لي:
|
أصْبَحتَ واللهِ شَاعِرْ |
بعد انقطاعِ المرائرْ |
أصبحتَ تكتبُ شعراً |
حلواً يروق الحرائرْ |
وكنتَ بالأمسِ تهذي |
بين السجور تغامرْ |
وتكسر الشعر كسراً |
كأن اسمك كاسرْ |
واليوم أصبح غازي |
يغار منك وناظرْ |
ولهذا أبعث لك بهذه الأبيات وأنا أرجو الله أن يتم لك الشفاء وعوداً إلى الديار حميداً:
|
شَفَاكَ اللهُ يا غَازيْ وسَلّمْ |
وَكُنّا إنْ أَلِمْتَ هُنَاكَ نَأْلَمْ |
وَقَدْ عَرَّجْتَ مِنْ بَعْدِ التَّعافي |
عَلَى الْبَحْرَيْنِ فَاشْتَقْنَا لِمَعْلمْ |
فَعُدْ بِالْحَمْدِ لِلْمَوْلَى مُلَبٍ |
وَطُفْ بِالْبَيْتِ وَاْرشُفْ مَاءَ زَمْزَمْ |
وَخَلْفَ مَقَامِ إبْرَاهِيمَ فَارْكَعْ |
وَقِفْ بِالْبَابِ لِلْوَهَّابِ وَالْزَمْ |
لَكَمْ كُنَّا هُنَا نَهْفُو لِبُشْرَى |
بِأَنَّ شِفَاءَكَ الْمَرْجُوَّ قَدْ تَمّ |
وَإنِّ لَكُم بِأَنْفُسِنَا مَكاناً |
لِذَلِكَ أحْتَفِيْ بِأَخٍ وأَهْتَمّ |
وختاماً عد للمطاف، وعد للبيت والحرم، وعرّج علينا تجد إخوانك الأحباب تنتظر، ونسأل الله أن يجمعنا بكم دائماً على أسعد حال.
|
|