مع أن نظام الملالي في طهران لا يقيم وزناً للشعوب الإيرانية، بما فيها الشعب الفارسي، إلا أن اضطهاد الشعوب الأخرى يفوق كل ما يمكن أن يتصور إنسان، فالأكراد الإيرانيون يواجهون تعسفاً ينتهك أبسط حقوق الإنسان، وترتفع أعداد الأكراد الذين يعدمون من قبل قوات الباسيج، وغيرها من أجهزة القمع.
أما العرب الذين استلب الحكام في طهران أرضهم وألفوا إمارتهم العربية الأحواز التي ضمها رضا بلهوي بترتيب تآمري مع بريطانيا التي كانت تستعمر الإمارات العربية في الخليج العربي، والعربي من أبناء الأحواز لا يحق له التملك في وطنه العربي، إذ يعتبر جميع أراضي إمارة الأحواز التي يطلق عليها حكام طهران محافظة خوزستان تعتبر أراض (حكومية) تمنحها حكومة طهران للقادمين من هضبة فارس، وتشهد الأراضي العربية في الأحواز العديد من الصدامات نتيجة التضييق والتعسف؛ حيث تمنع قوات الأمن الإيرانية أي نشاط لأبناء الأحواز حتى إقامة المناسبات الاجتماعية والدينية وآخرها قبل أيام تفريق المشاركين في تشييع جثمان أحد النشطاء السياسيين الأحوازيين من أنباء قبيلة العمور العربية، والذي قتلته قوات التعبئة العامة «الباسيج» تحولت إلى مظاهرة أدت إلى اشتباكات مسلحة بين قوات الباسيج ومسلحين عرب يستخدمون السلاح عادة في مثل هذه المناسبات.
وتحولت مراسم التشييع والتي جرت في منطقة «آل بو رومي» إلى مظاهرة، فحاولت قوات الأمن والتعبئة وأصحاب الملابس المدنية تفريق أبناء قبيلة العمور العربية مما أدى إلى صدامات مسلحة سقط خلالها 5 قتلى و22 جريحاً من الجانبين.
وتفيد المصادر التي التقتها محطة العربية الفضائية بأن الاعتقالات مستمرة وطالت أعدادا كبيرة من العرب الذين شاركوا في المظاهرة بالمنطقة، وهناك تواجد أمني مكثف لقوات التعبئة والحرس الثوري.
وكانت قوات الباسيج قد اغتالت في مطلع الأسبوع الماضي علي العموري المطلوب للأمن الإيراني والذي كان مختفياً.
يذكر أن إقليم خوزستان وعاصمته مدينة الأحواز والواقع بمحاذاة الحدود العراقية وتقطنه أغلبية عربية تتكون من قبائل بني كعب وبني أسد وربيعة وبني تميم وآل كثير وطيء.
ويبلغ عدد العرب نحو خمسة ملايين نسمة في مختلف الأقاليم الجنوبية من إيران.
ويتهم الناشطون العرب في الإقليم السلطات الإيرانية بممارسة التمييز ضدهم ومنعهم من التعليم باللغة العربية وحرمانهم من الكثير من الحقوق التي ينص عليها الدستور الإيراني.
والغريب أن هؤلاء العرب في الأحواز الذين يتعرضون للإبادة والتصفية والإذلال لا يجدون من إخوانهم العرب أية دعم أو مساندة وكأن العرب نسوهم، وأن الدعاية التي يقوم أنصار ولي الفقيه ومساندي نظام الملالي في طهران قد غيبت مأساة العرب في الأحواز.
jaser@al-jazirah.com.sa