لم تقدم مناقشة التقرير السنوي للرئاسة العامة لرعاية الشباب في مجلس الشورى أية حلول للأزمة المالية التي لم تمكن الرئاسة من تنفيذ العديد من برامجها الشبابية والرياضية وشلت حركة الأندية جراء تخفيض الإعانة السنوية مما جعل غالبيتها غير قادرة على القيام بدورها في تنشئة الشباب وشغل أوقات فراغهم وخدمة الرياضة السعودية كما أن المناقشة لم تخرج لتضع إستراتيجية عامة تدعم قطاع الشباب والرياضة وإنما اكتفت وانحصرت في مناقشة جوانب فنية ميدانية لم يكن للمتحدثين دراية بها!
ولأن القضية هم وطني وبالتالي لا يمكن أن توضع محل خلاف أو جدل وهجوم ودفاع فإن الحاجة تبدو ماسة لتشكيل لجنة وطنية يكون هدفها حل الأزمة المالية التي تواجهها الرياضة السعودية من خلال معالجة الأسباب التي أدت لهذه الأزمة فالنقاش المفتوح وتبادل الحجج لا يقدمان حلولاً بقدر ما هو سجال موسمي متكرر يجب أن نتجاوزه بحس وطني يدرك أبعاد الحركة الرياضية كواجهة إعلامية حضارية للدول ودورها الحيوي في المجتمعات.
ياهلاليون!
بعد نتائج قرعة دور الثمانية من دوري آسيا للمحترفين ظهرت وعلى غير العادة أصوات هلالية تعكس قلق المواجهة مع الغرافة!.. لم نكن نتمنى مواجهة خليجية مبكرة!.. اللقاءات الخليجية يغلب فيها العامل النفسي على الطابع الفني!.. نريد المباراة في الملز رغبة في تأثير جماهيري أكبر!
وبقدر ما هو قلق واضح إلا أنه قلق يدعو للتفاؤل فالهلال عندما يحترم المنافس خارج الميدان ويحسب له حساباً فإنه يبدع وبهر ويسيطر ويفوز داخل الميدان ولعل مباراة السد في الدوحة من الشواهد على ذلك!
ومع التقدير لتطور مستوى الغرافة إلا أن الخطر الحقيقي الذي يهدد الهلال هو مستواه الذي لا يمكن أن تتوقعه فالهلال في الموسم الماضي كثيراً ما فاجأ جماهيره بهبوط اضطراري في أدائه يجعله فريسة للفريق الخصم مهما تواضعت إمكاناته الفنية وأحياناً تعصف تشكيلة جيريتس غير المثالية بالفريق الهلالي ويزيد الطين بله تواضع أداء نيفيز وسلبية ياسر في التعامل مع فرص التسجيل السهلة!
ومن المخاطر التي تهدد مسيرة الفريق الهلالي طريقة لعب رباعي خط الدفاع على خط واحد لكشف التسلل والتي مهدت الطريق للمرمى الهلالي في أكثر من مناسبة لذلك الهلال مثلما قيل لا يهزمه إلا الهلال ولدى جريتيس وسامي الجابر متسعاً من الوقت لتقديم الهلال بشكل يتناسب مع الحدث الآسيوي الذي لا يقبل الخطأ ولا المزاجية في الأداء للاستمرار في المنافسة!
استقالة معلقة!
كنت سأستقيل لو لم نفز على بونيودكور ونتأهل إلى دور الثمانية من دوري آسيا للمحترفين فقد جلبنا أفضل المدربين ولدينا كوكبة من النجوم وتعاقدنا مع لاعبين أجانب مميزين، ولذا إذ لم نتأهل فمن الأنسب أن نترك الفرصة لغيرنا يجرب وسندعمه ونقف معه!
هكذا كان حديث الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال وما زال للحديث بقية ما دام أن هدف سموه هو البطولة الآسيوية وهي مقياسه لمدى نجاحه في إدارة الهلال وهو مقياس مع تقديري للأمير غير دقيق فنجاحاته مع الهلال تغنيه عن الآسيوية وما يتبعها من طموح في مشاركة عالمية شكلية!
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو خسر الهلال أمام الغرافة وخرج من الآسيوية هل سيقدم الأمير عبدالرحمن بن مساعد استقالته ويدخل الهلال في أزمة إدارية بتوقيت حرج مع بداية الموسم؟!
أرجو أن تكون استقالة الأمير قد ارتبطت فقط بعدم التأهل لدور الثمانية لأن استقالة الرئيس الذي نقل الهلال لأجواء الأندية العالمية خسارة لا تحتمل!
نصر بدون تصويت!
يبدو أن الأمير فيصل بن تركي عاقد العزم على إحداث نقلة نوعية في طموحات النصراويين وفي نفسياتهم وخواطرهم المكسورة بفعل نتائج السنين العجاف الماضية كما أن مبادرات الرئيس لتحسين نوعية الصفقات وتطوير جودتها وتدعيم الفريق بعناصر فاعلة محلية وأجنبية ستلغي ذكريات نصر بمن حضر وستقدم نصر بمن دفع فالمال هو مهر البطولات في عالم الاحتراف!
والبطولات ستقضي على فراغ الجماهير النصراوية وستصرفها عن التصويت الذي احترفته بدون كلل أو ملل بحثاً عن إنجازات لم تتحقق في الميدان ومتاح تحقيقها بالتصويت من خلال العديد من الوسائل الإعلامية كان آخرها عبر مجلة رياضية منحت النصر لقب فريق القرن في السعودية في استفتاء شهد كما قيل ربع مليون صوت منها 250 ألف صوت نصراوي!
والنتيجة هي حصيلة طبيعية تعكس حرص الجمهور النصراوي على التصويت وفق إستراتيجية تكرار التصويت مرات ومرات بل إن بعضهم يمضي ليلته كاملة بالتصويت بشكل كاف لأن يؤهل النصر للفوز بلقب أفضل فريق في العالم!
المشكلة التي لا أدري كيف سيتعامل معها رئيس النصر تكمن في بعض إعلاميي النصر (الخرطي) على رأي عضو شرف نصراوي خبير فهم ممن ينطبق عليهم المثل القائل (عدو عاقل خير من صديق جاهل) ففي فورة استعدادات النصر وصفقاته اللافتة للأنظار خرج من بينهم من يروج لصراعات داخلية بعضهم عن جهل والبعض الآخر يبدو وكأنه أحرص على تأجيج الصراعات أكثر ممن وصفوه بالسوسة!
عودة النصر ستخفف من الاحتقان في الشارع الرياضي ومع التطورات الفنية التي يشهدها الفريق النصراوي تحت إدارة الأمير فيصل بن تركي سنظل نرقب بأمل كبير تطوراً في مستوى علاقة النصر مع الآخرين فقد أكدت السنين الماضية أن النصر لا يمكن أن يكون بطلاً بمجرد مطاردته الإعلامية للأبطال بل عليه أن يدخل دائرة التنافس الحقيقي في الميدان ومتى ما دخل النصر هذه الدائرة فسيكون في غنى عن الملاسنات والبيانات والمداخلات!
وسع صدرك!
الفارق واضح بين ما يبحث عنه النصراويون في صفقاتهم وما يبحث عنه الهلاليون فالإدارة النصراوية تسعى لتوليفة تمثل الفريق الأساسي للنصر ولهذا حرصت على استقطاب النجوم أمثال السهلاوي وعبد الرحمن القحطاني فيما تهدف الإدارة الهلالية وبرغبة من الجهاز الفني إلى الوصول لصفقات رديفة لبعض مراكز الفريق الأساسي وهذا ربما يفسر توجه الهلاليين تجاه فيصل الجمعان مثلاً والبحث عن ظهير يحفز الزوري على تطوير مستواه والمحافظة على مركزه!
رغم هلاليته التي أعلنها إلا أن الهلاليين لم يدخلوا في صفقة عبدالرحمن القحطاني لوجود النجم الشاب الموهوب عبدالعزيز الدوسري الذي يفترض أن يأخذ فرصته كاملة مع الفريق الموسم القادم فهو من العناصر التي تصنع الفارق في المباريات.
الكأس مع محمد نور في حواري مكة ولمثل هذا لم يفكر نور بمغادرة هذا النادي الذي يمارس فيه كل الأدوار!