الحراك الذي تشهده منطقة الخليج العربية يتوافق تماماً مع ما تشهده المنطقة العربية ومنطقة الجوار من تحركات تهدف إلى حلحلة الأوضاع الراكدة والأزمات التي ظلت عصية على الحل عقوداً من الزمن.
فالقضية الفلسطينية أصبحت الشغل الشاغل للدوائر السياسية الدولية والإقليمية، فالوسيط الأمريكي الذي ينشط حالياً لتحقيق اختراق لدى الحليف الإسرائيلي والجانب الفلسطيني الذي لم ير بداً من السير في الطريق الوحيد المتاح له لاستعادة حقوقه المسلوبة. كما أن الملف النووي الإيراني الذي تتداخل تفرعاته وتتشابك تفاعلاته مع قضايا المنطقة العربية، وبالأخص الإقليم الخليجي الذي يتأثر تأثراً مباشراً بتطورات هذا الملف. ولهذا فإن الواجب على دول الإقليم أن تكون واعية ومتيقظة لما يحصل من تجاذبات من تفاهمات بعضها قد يتم على حساب مصالحها الوطنية الحيوية.
من هذا المنطق ووفق هذا السياق تجري اتصالات ولقاءات بمستويات عالية بين دول الخليج العربية، ومنها الزيارة التي يقوم بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان إلى المملكة العربية السعودية، حيث أجرى مباحثات معمقة مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تناولت القضايا التي تهم المنطقة وبالذات الإقليم الخليجي.
مباحثات خادم الحرمين الشريفين وسلطان عُمان تأتي بعد أن شهدت الساحة الخليجية سلسلة من اللقاءات التي حققت انفراج كثير من (الأزمات) التي اعتقد البعض صعوبة حلها، إلا أن الحكمة الخليجية استطاعت تجاوز كافة العراقيل. ولقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز والسلطان قابوس بن سعيد لا بد وأن يرفد هذه الانفراجات ويعمق الحكمة الخليجية خصوصاً وأن لقاء جدة يجمع قائدين لهما ثقلهما ووزنهما في المحيط الإقليمي والدولي.
***