بثَّتْ قناة (العربية) في إحدى نشراتها الرئيسية الأسبوع الماضي خبراً مفاده: أن الأبحاث العلمية أثبتت المخاطر الشديدة للعطور المقلدة، وذلك بسبب استخدام مصنعي هذه العطور للبول في تركيب عطورهم (الفواحة)! ومعروف أن البول يتضمن مواد سامة تتسبب عند رشها على الجلد في إحداث التهابات وتقرحات شديدة.
وبعد هذه المعلومة الخطيرة، فإن علينا أن نبدأ إعادة حساباتنا فيما يتعلق بالعطور المقلدة وحتى الأصلية، خاصةً أن الماء أصبح من العملات النادرة، والبول الآدمي والحيواني متوفر (ببلاش)، وربما إذا أخذته (يعطونك فلوس)! وسوف لن يستخدم الكثيرون والكثيرات العطور بعد اليوم، ما لم تضمن لنا الجمارك والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، سلامة كل ماركة عطرية من المركبات البولية. والسؤال:
- هل سيتحقق لنا ذلك؟!
- (مِشْ خشتك)، ومعناها (يا حليلك يا متفائل)!
هذا هو الواقع؛ فالعطور المقلدة اليوم تملأ الأسواق اليوم، بلا أدنى رقابة. (أتخن ماركة)، يقول لك البائع بأن سعرها خمسين ريالا، أي أقل بمئة وخمسين من الأصلية. وحين تقول له: (آخذها بعشرة ريال)، يقول لك وبفرح شديد: (حلال عليك يا عم)!
أي حلال هذا؟! إنه الحرام الحرام. مواد مقلَّدة تحت أنظار الجمارك ووزارة التجارة والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، دون أن يحرك أحد منهم ساكناً. بضائع فيها من المواد السامة الكثير تدخل لنا لكي نرشها على جلودنا أو وجوهنا أو رؤوسنا، دون أن يراقبها أحد ودون أن يمنعها أحد من الدخول. وبعد هذا كله، يقولون بأن أسواق العطور ومستحضرات التجميل تتمتع بحماية ليس لها نظير.