أرسل لي أحد الأعزاء بريداً إليكترونيا يحتوي على نصيحة قيمة ولأهميتها، حرصت على أن أعمم فائدتها على كل من يقرأ هذا المقال، لعل فائدتها تعم إن شاء الله، والقصة تقول بينما كان أحد رجال الأعمال، سائراً بسيارته الجديدة، في إحدى الشوارع، ضُرِبت سيارته بحجر كبير من على الجانب الأيمن. نزل الرجل من السيارة بسرعة، ليرى الضرر الذي لحق بسيارته، ومن هو الذي فعل ذلك. وإذ به يرى طفلاً صغيراً يقف في زاوية الشارع، وتبدو عليه علامات الخوف والقلق.. أقترب من ذلك الطفل، وهو يشتعل غضباً لإصابة سيارته بالحجر الكبير.. فقبض عليه دافعاً إياه إلى الحائط وهو يقول له: يا لك من طفل جاهل، لماذا ضربت سيارتي بالحجر؟ إن عملك هذا سيكلفك أنت وأبوك مبلغاً كبيراً من المال!!.
ابتدأت الدموع تنهمر من عيني ذلك الطفل وهو يقول (أنا متأسف جداً يا سيدي) لكنني لم أدر ما العمل! لقد أصبح لي فترة طويلة من اليوم، وأنا أحاول لفت انتباه أي شخص كان، لكن لم يقف أحد لمساعدتي.. ثم أشار بيده إلى الناحية الأخرى من الطريق، وإذ بطفل مرمى على الأرض.. ثم تابع كلامه قائلاً: إن الطفل الذي تراه على الأرض هو أخي، فهو لا يستطيع المشي، إذ هو مشلول بكامله، وبينما كنت أسير معه، وهو جالس في الكرسي المتحرك، اختل توازن الكرسي، وهوى على الأرض... وأنا صغير، ليس بمقدوري أن أرفعه، مع أنني حاولت كثيراً... أتوسل إليك يا سيد، هل لك أن تساعدني على رفعه؟ لقد أصبح له فترة من الوقت هكذا، وهو خائف جداً... ثم بعد ذلك أفعل بي ما تريد، بسبب ضربي سيارتك بالحجر!!.
لم يستطع ذلك الرجل أن يمتلك عواطفه، وغص حلقه. فرفع ذلك الطفل المشلول من الأرض وأجلسه في الكرسي، ثم أخذ منديلاً من جيبه، وابتدأ يمسح بها الجروح التي أصيب بها الطفل المشلول، من جراء سقطته، بعد انتهائه.. سأله الطفل: والآن، ماذا ستفعل بي من أجل السيارة..؟ أجابه الرجل.. لا شيء يا ابني... لا تأسف على السيارة...! انتهت القصة.
(لم يشأ رجل الأعمال أن يصلح سيارته الجديدة، مبقيا تلك الضربة تذكاراً... عسى أن لا يضطر شخص آخر أن يرميه بحجر لكي يلفت انتباهه). إننا نعيش في أيام كثرت فيها الأعمال والهموم، فالجميع يسعى لجمع المقتنيات والحرص على العمل أكثر من أي أمر آخر، ظناً منهم بأنه كلما ازدادت مقتنياتهم وثرواتهم، ازدادت سعادتهم أيضاً... بينما هم ينسون الله كلياً.. إن الله يمهلنا بالرغم من غفلتنا لعلنا ننتبه.. فينعم علينا بالمال والصحة والعلم ولا نلتفت لنشكره فينبهنا الله بالمرض أحياناً، وبالأمور القاسية لعلنا ننتبه ونعود لجادة الصواب، ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر علاقته مع الله وتقربه منه؟؟
إن الإنسان دائماً يتحسب لأمور كثيرة.. فسيارات وبيوت بعضنا مؤمن عليها، لكن هل فكرنا بأن حياتنا الأبدية مؤمنة..؟ فهل أنت منتبه؟ أم تحتاج إلى حجر للتنبيه..؟.
Fax2325320@ yahoo.com