خبر ضم الدارسين و الدارسات على حسابهم الخاص في أمريكا وكندا ونيوزيلاندا وأستراليا إلى عضوية البعثة، هطل على قلوبنا كما يهطل النور على الظلام، و أكيد أنه هطل على قلوب أبنائنا و بناتنا بدرجات نورٍ أكثر وأوسع وأشمل. فليس أبشع من الغربة، حينما لا يكون لك فيها شريك مؤنس أو صاحب يأخذ بيدك إنْ أنت أرهقك الصبر. وتكون الغربة أكثر وحشية عندما تطلب فيها العلم وأنت خائف غير مطمئن. تخيل: عيناك على كتابك وقلبك يوجس العودة لديارك في أي لحظة تخونك فيها اقتصادياتك، وغالباً في بلاد كتلك البلاد الاستهلاكية الملتهبة الأسعار، ما تخونك! سبعة الآف طالبة و طالب تنفسوا الصعداء و تحول توترهم إلى هدوء نسبي. لماذا نسبي؟ لأنهم سيظلون يعانون من جمر فراق الوطن ومن لهيب المصروفات المتصاعد، ولكن في النهاية ثمة فارق كبير وثمة رضا وفرح، إذ إن هناك من استشعر بعض همومهم ومعاناتهم، وشاركهم إياها.
وكما ظلَّ هذا الأمر غيمة تنتظرها صحراء الدارسين في الخارج، وكما هي أمطرت عليهم قبل أيام عبر ضمهم للبعثة، هناك غيمة أخرى ظلت تنتظر وستظل تنتظر. غيمة زيادة مكافآت طالبات وطلبة الجامعات. فكم من طالب صارت المكافأة الجامعية هي عائله الوحيد، وربما عائل غيره. وكم طالبة وطالب، تفتح هذه المكافأة على محدوديتها أبواباً لا يتخيلها مَنْ لا يدرس على مقاعد الجامعة. هذه الغيمة لا شك أنها ستمطر بإذن الله، وستقدم دعماً إضافياً لمن هم جديرون بالدعم ولمن يستحقونه بجدارة، أليسوا نواة مستقبل الوطن؟ أليسوا من سيملأ ساحات الوطن بالعمل؟!