كلنا نعرف حكاية الثعلب عندما استحال عليه الوصول إلى عنقود العنب اليانع وفشله في بلوغه رغم قدراته العجيبة في الاحتيال والتحايل.. إذ لم يجد من وسيلة لإقناع نوازعه إلا بالضحك على نفسه وإيهامها بأنه لو وصل إليه لوجده حامضاً.. من هنا ولدت المقولة الشهيرة (حامض يا عنب).
|
- هكذا كانت حكاية بعض الأطراف والأقلام والصحف بمجرد أن تم إعلان الهلال نادياً للقرن الآسيوي، وحتى بعد حفل تنصيبه في عاصمة الضباب جنباً إلى جنب مع ريال مدريد وباقي أندية القرن العالمية(!!).
|
- المعيب في الأمر أن تلك الأطراف لم تترك وسيلة ممكنة وغير ممكنة بما في ذلك تزوير البطولات والألقاب كالعادة.. فضلا عن التغني بحيازة منجزات مضحكة لا تليق إلا بفرق (الحواري أمثال فريق (البعداني) ومن هي على شاكلته من الفرق المنتشرة بطول وعرض الأحياء الشعبية.. سعياً منها لتحقيق شرف الحصول على اللقب العالمي، ورغم ذلك فشلوا لأن التاريخ لا يكذب ولا يتجمل، ولأن مثل هذا المنجز الكبير لا يتأتى من خلال الأماني والتحايل والتلفيق، وإنما من خلال الرصد والشواهد والأرقام.
|
- أما المخجل حقيقة فهو: أن الصحف والأقلام وحتى الأصوات (المنكَرة التي لم تسعفها قدراتها المعرفية والحسية على الخروج من دائرتها (الصفراء)، وبالتالي (فشلت) (وطنياً) فشلا ذريعاً كالعادة.. على اعتبار أن المنجز الكبير للوطن بالدرجة الأولى قبل أن يكون للهلال.. ,وبناء عليه فقد تعاملت مع المنجز الوطني وفق نظرتها وأحاسيسها (الصفراوية) لا كما يفرضه الواجب الانتمائي للوطن.. هذا المنجز الذي لو حققه أي من أنديتنا التي سعت إلى ذلك بكلما أوتيت من جهد ولم تسعفها مؤهلاتها التاريخية.. لرأينا العجب العجاب من تلك الصحف والأقلام، ولملأوا الدنيا صخباً وضجيجاً يليقان فعلا وقولاً بحجم وقيمة المنجز (المئوي)، ولكننا من أوائل المحتفين والمحتفلين مثمنين وشاكرين صاحب الإنجاز بعيداً عن عُقد الميول وآفاقه الضيقة(؟!).
|
- الشاهد: أنني عندما بحثت عن أسباب القهر الذي اجتاحهم حد الحنق.. لم أجد سوى أنهم أرخص من أن يرتقوا إلى مستوى التفاعل الإيجابي مع المنجزات الوطنية بصرف النظر عمن يحققها أو يساهم في تحقيقها، ولنا في تعاطيهم مع المنتخب الوطني أوضح وأصدق الأمثلة.. وسيظلون كذلك إلى أن يقيض الله لهم من يخلصهم من ترسبات المدرسة القديمة إياها التي قامت أصلا على أساس (لن تقوم لنا قائمة إلا بسقوط الهلال)، ولكنها سقطت هي وسقطوا معها وبقي (الزعيم).
|
الفرق بين الناقد والناقم ؟!
|
- الناقد الحقيقي هو من يستطيع إلقاء عواطفه وميوله وراء ظهره عندما يمسك بالقلم أو يذهب إلى أي من الاستوديوهات التلفازية التي أضحت أشبه بالاستراحات.. في مهمة نقدية أو تحليلية.. ولاسيما في ظل الوفرة الهائلة من الوقت ومساحة البث، وبالتالي الحاجة إلى ملء تلك المساحة، مما أدى إلى تهافت (نقاد الغفلة) زرافات ووحدانا، كل يدلو بدلوه إلى درجة الإفتاء في أمور هي في حقيقة الأمر أكبر وأبعد من قدراتهم ومن فهمهم.. لذلك فإن الناقد الحقيقي يستطيع تحقيق أكبر قدر من النجاح من خلال الالتزام بأكبر قدر من الحيادية والأمانة في الطرح.. في حين يرسب ويفشل (المتناقد) وينكشف أمره بمجرد البدء في دلق رؤاه وأفكاره(؟!).
|
- هذا السيل العرم من أدعياء القدرة على النقد والتحليل.. هو ما أنتج الكثير من الزبد والغثاء.. فقرأنا وشاهدنا (الناقم) الذي يتقمص دور (الناقد)، والذي لا يتورع في استغلال المساحة المتاحة له في النيل من الآخرين الناجحين والتقليل من شأنهم بدافع الغيرة والرغبة في الشوشرة على تميزهم الذي يجمع عليه الكل(؟!).
|
** ذلك أنه في حين تجمع الآراء الفنية المؤهلة والمتحررة من عُقد الشعور بالدونية ومن غيرة نجاحات الآخرين.. على أنه لم يطأ ملاعبنا من اللاعبين الأجانب بعد العالمي (ريفالينو) من هو أفضل من السويدي العالمي (ويلهامسون) ثم نفاجأ ببعض الأصوات الناقمة التي يتضح بأنها خارج التغطية، ومن ذات الميول الواحد.. تكيل له النقد والتقليل من قدراته وإمكاناته وإبداعاته تحت مبررات: هذا رأينا وهذه وجهة نظرنا.. من أنهم يحلمون بتواجد (رُبع) ويلهامسون في صفوف الفريق المفضل الذي يعج برجيع الأندية من فئة النطيحة والمتردية (!!).
|
- هؤلاء هم الامتداد الطبيعي والجيني لأسلافهم أصحاب الرأي الشهير في (الورد).. هذا فضلا عن أن المثل الشعبي الذي يقول (اللي ما يعرف الصقر يشويه) قد أعطى لمن لا يعرف الصقر العذر في شيه.. إلا أن هؤلاء يعرفون الصقر ومع ذلك يشوونه حسداً من عند أنفسهم (؟!).
|
- على طارئ (وليهامسون) أعتقد أنه من المناسب التذكير هنا إلى أن الاستقصادات والاستهدافات الإيذائية الجسدية التي تعرض لها هذا النجم الفذ بشتى أنواعها في ملاعبنا بواسطة أنصاف وأرباع اللاعبين.. لم يتعرض لها أي لاعب محلي أو أجنبي على مدى العقود الماضية، ولأنني أحسن الظن بالله، فإنني على يقين من أنه سينتقم له من كل الذين تخاذلوا عن حمايته بالقانون ولو بعد حين، لأن الله يمهل ولا يهمل.
|
- أما مسألة تحية الإسلام التي ألقاها على هامش حفل توزيع الجوائز فلي معها وقفة موسعة أخرى قادمة -إن شاء الله- لكونها تستحق التوقف.
|
|
لا تجعلنَّ دليل المرء مظهره |
كم مخبر سمج في مظهر حسن |
|