تقع مدرسة الخطيب البغدادي المتوسطة في قلب حي شعبي لا يبتعد كثيراً عن منفوحة الأعشى. قبل عدة أيام قدر لي أن أقف على واقع هذه المدرسة لأكتشف تواضع الحي الذي تقع فيه المدرسة، وضعف الدعم المادي الذي يتوفر للمدرسة، ونقص إمكانات المبنى المدرسي. لكني اكتشفت ما هو أهم من ذلك كله، لقد اكتشفت أن تدني إمكانات تلك المدرسة لم يكن ليطفئ شعلة حماس منسوبيها أو يحد من طموحاتهم وتطلعاتهم نحو تقديم تعليم نوعي يرتقي بوعي وبفكر ومهارات طلابها. لقد أسهمت هذه المدرسة في حصول المملكة على ميدالية دولية في أولمبياد (مسابقة) العلوم العالمي الذي انعقد في مدينة أذربيجان، وهذا أمر تفاخر به المدرسة وحق لها ذلك. لماذا نذهب بعيداً؟ لقد كشفت نتائج اختبارات مركز القياس الوطني أن طلاب مدرسة ثانوية في أحد أزقة مكة المكرمة يتفوقون في تحصيلهم العلمي على طلاب مدارس ثانوية شهيرة في وسط العاصمة، ومن أراد أن يتأكد من ذلك فعليه أن يرجع إلى الموقع الإلكتروني لمركز القياس الوطني. صدقوني أننا لو خصصنا كل دخلنا القومي لخدمة وتمويل التعليم لما طرأ أي تحسن يذكر في تعليمنا طالما لم يحدث تغير جوهري ونوعي في رؤيتنا للتعليم ودوره المفصلي في حدوث التنمية، وفوق ذلك تطور في أسلوب اختيارنا لقيادات التعليم.