منذ حوالي ثلاث سنوات، ساهمتُ مع الزميل صلاح الغيدان في برنامجه «99» في فتح ملف الأخطاء الطبية. وكان أبطال حلقتنا مرضى أطفال وكبار، وكانت الأخطاء التي حولتهم إلى بشر خارج الحياة، قد صارت قبل سنوات تسبق سنوات وزير الصحة حينها. وبعد بث الحلقة، تحمس مَنْ تحمس وصارخ من صارخ، وفي نهاية الأمر: «كأنك يا أبو زيد ما غزيت». ظلَّ أبطال حلقتنا على ما هم عليه حتى اليوم. وهنا مربط الفرس. فمنذ الوزير السابق للوزير السابق وإلى اليوم، وهؤلاء لم يحقق لهم أحدٌ من مسؤولي الصحة أيَّاً من الوعود التي وُعدوا بها، تعويضاً لما تعرضوا له من أخطاء واضحة وصريحة، كما أن أحداً لم يهتم باستمرار علاجهم والعناية بشكل خاص بحالاتهم التي تابعها الملايين على الشاشة الفضية.
شخصياً، سأظلُّ أتفاءل، وسأظل أحمل كل الأمل في أن يتغير واقع التعامل مع المريض. كما سأظل أتعامل بهدوء وباحترام مع كل من يقول بأن الإعلام يبالغ في مثل هذه القضايا. هكذا يقولون، وحينما تم تنظيم ندوة الإعلام والأخطاء الطبية بمشاركة وزراء العدل والإعلام والصحة، كانت التوصيات من صميم ما كان الإعلام يطالب بها قبل سنوات من تنظيم الندوة، وكأن الندوة جاءت لتثبت حقيقة شيوع الأخطاء الطبية في مستشفياتنا الحكومية والأهلية، وحقيقة ضعف الآليات الإدارية والشرعية للتعامل معها.
كلنا ننتظر بفارغ الصبر والأمل والتفاؤل التغييرات التي وعدتنا بها وزارة الصحة، والتي هيأت لها الدولة كل الإمكانيات المالية، ونرجو ألا تستمر الوزارة في جعلنا ننتظر وننتظر وننتظر.