أشرت في المقال السابق أن هناك هدراً مزدوجاً للطاقات وللمال العام في بعض قطاعات الدولة من خلال بند التدريب والدورات والابتعاث وأن لجنة الابتعاث الخارجي في وزارة الخدمة المدينة مازالت تعمل في آليات بطيئة ورتيبة لم تحدث حتى بعد انفتاح المملكة على العالم تعليمياً وتدريبياً عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي وصل تعداد المبتعثين إلى (80) ألف طالب وطالبة أي آليات جديدة لتسريع الابتعاث.
وللتحصل على نتائج إيجابية لا بد من الالتفاتة إلى بنود الدورات والتدريب والابتعاث وربطها بشراكة إدارية مع وزارة التعليم العالي التي كونت لديها قاعدة معلومات لطاقات شابه وتخصصات علمية متعددة متوقع أن تعود خلال (3) سنوات القادمة وأيضاً متوقع أن يصل تعداد المبتعثين إلى (200) ألف مبتعث ومبتعثة بعد تنفيذ مشروع تمديد الابتعاث ل (5) سنوات قادمة هذه الشراكة ما بين وزارة التعليم العالي وبين وزارات الدولة الأخرى دون الحاجة إلى مرور بلجنة الابتعاث الخارجي في وزارة الخدمة المدنية ويمكنها أن تحقق أهدافاً إيجابية تتلخص في (6) نقاط وهي:
أولاً: استثمار البنود المالية لبرامج الابتعاث والتدريب بدلاً من تجميدها أو تحويلها إلى بنود أخرى أقل أهمية.
ثانياً: لوزارة التعليم العالي تجربة طويلة وغنية في الابتعاث تمكنها من استيعاب مبتعثي الوزارات وإنجاح تلك البرامج.
ثالثاً: مشاركة وزارات الدولة في الأعباء المالية التي تتكلفها ميزانية وزارة التعليم العالي لوحدها من خلال تخصيص وزارة المالية حصة من ميزانية وبنود التدريب والابتعاث والدورات من كل وزارة لصالح بند الابتعاث في وزارة التعليم العالي للصرف على مبتعثي القطاعات.
رابعاً: تطوير قطاعات الدولة من خلال برامج التدريب والابتعاث المنظمة والمعدة منهجياً والتزود بالتخصصات الدقيقة التي تحتاجها الوزارات.
خامساً: تجاوز المشكلات المعلقة بين وزارة الخدمة المدنية والوزارات الأخرى كون الموظف يكلف جهة عمله أعباء مالية كبيرة وعدم الاستغناء عنه مدة الابتعاث. فيتم تأمين خريجين جدد وبكفاءة عالية.
سادساً: إعفاء وزارات الدولة من متابعة المبتعثين والمشكلات الطارئة لهم. إضافة إلى عدم قدرة القطاعات على معرفة الجامعات المتميزة والتخصصات الأكاديمية والمهنية.
وزارات الدولة بحاجة إلى قياديين ومتخصصين لتطوير أدائها ولديها فرصة في استقطاب الطاقات الشابة المبتعثة حالياً إلى أوروبا وأمريكا من خلال شراكة موسعة مع التعليم العالي.