يبدو أن الحاجة للسلامة في الشأن البشري ملحة كثيراً، إذ أنت غالبا ما تصدمك عناوين الدراسات، والبحوث، و محاور قرارات المسؤولين، وخشية الوالدين، وقلق المعلمين/ المعلمات،..فاتساع فضاءات الحياة، وتشابكها، وكثرة الأفكار والآراء، وتعددية مناهج التنشئة والتعليم، وفقدان القدوة، وتقلص دور الشخص الحكيم حيث يوجد الصغار والتائهون والضياعى، جعلت من السلامة مطلبا،..
وأنت تقرأ أساليب السلوك البشري في مجتمعك القريب، أو البعيد، قراءة مقارنة، وفاحصة وكاشفة.., لن تختلف مع من يؤكد فراغ غالبيتها من القيم، والأخلاق،.. حتى بت تخاف على صغيرك من التيه أو الضياع أو في أسوأ ما ورد لمجرى الناس الفقد.., ولن تعجب إن قمت صباحا لتجد صغيرا قد سُرق أو سَرق، أو مراهقا قد ضل، أو فتاة قد هربت.., كما أنك لن تدهش لأخبار بيع الأطفال وارتفاع نسبة المتاجرة ببراءتهم، للسرقة وللدعارة وللشحاذة، وللاستدراجات استغلالا غير مدرَك من قبلهم لصغرهم.., وأنت لن تعجب للأيدي على الصغار رهبة مما يحمله الشارع للإنسان مما يفقده السلامة..,
كل منطلقات مضامير الحياة من حول الإنسان خاضعة لدرس الإنسان ودراسته لهذا الواقع الذي يتطور تعاكسيا، إذ هو من حيث يتطور في مجالات العلم والإندماج والتبادلية والإنجازات على مستوى رفاهة الإنسان وعمارة بيئاته صحة وتقانة وصناعة ومالا، فإنه يتأخر من جوانب بالغة الأهمية من حيث الأخلاق التي تدور رحاها وتفرز طحين السلوك وواجهات الأداء البشري المتناقض.., ومن ثم ما يرتبط بها من الحاجة إلى السلامة في المخرج والمدخل..
هناك الكثير مما يتعلق بهذا في حياة الإنسان فاقد الأمان المحتاج إلى أبجديات السلامة ليحيا في اتزان.