بعد الإرهاب الفكري ونشر ثقافة الأحزمة الناسفة وأسلوب الانتحاريين، الذي أُلصق بالسعوديين تحقيقاً لأهداف الحركيين من المتشددين، الذين أرادوا تعميم صور نمطية عن أمة وشعب انتشر من أرضه الإسلام الصحيح، وعُرف عن أبنائه تديُّن الفطرة؛ فالسعودي مسلم منذ أن يولد حتى يتوفاه الله، يؤدي واجبات المسلم الملتزم دون إفراط وتفريط.. ولأن السعوديين كسبوا احترام وثقة وتقدير الشعوب الأخرى والدول المختلفة، واستطاعت قيادتهم بناء أوثق العلاقات مع كل الدول؛ ما جعل للمواطن قيمة إضافية؛ فكان السعودي أينما يحل يقابَل باحترام وتقدير؛ لأنه يفيد ولا يضر.. ولتخريب هذه الصورة المضيئة، ولتدمير العلاقات السعودية الدولية ركّز الحركيون والمتشددون جهودهم على توريط واستقطاب الشباب السعودي، وعن طريق الدين الأكثر تأثيراً في السعوديين، الذي يندفع إليه شبابهم دون أي حواجز أو اعتراضات؛ فجاء التمهيد عبر ما سُمِّي بالصحوة، وهي المرحلة التي كانت تمهد لتوجيه التدين إلى طريق التنظيم الحركي الذي قاد البعض إلى التنظيمات الإرهابية من خلال تبني الفكر الضال.
تلك مرحلة، وإن لم نزل نعاني منها، إلا أن الكثير من آثارها السلبية تمت معالجتها، والتعامل يجري للتخلص منها، إلا أن الصورة السعودية لا تزال يشوبها كثير من اللغط والتشويه، فكثير من الدول لا تزال تنظر إلى المواطن السعودي وحامل الجواز السعودي بريبة وحذر بعد أن صوّر الإعلام الغربي أن المجتمع السعودي بيئة حاضنة للإرهاب...!! هذه الصورة السلبية تحتاج إلى جهد لتبديدها وتغييرها للأفضل من خلال تحسين الصورة السعودية حتى من خلال تصرفات الأفراد أثناء زياراتهم للبلدان الأخرى.. لا أن نزيد هذه الصورة قتامة وسوءاً بممارسات وأعمال غير إنسانية مثل إقدام البعض على «استعراض فحولتهم» بترتيب زواجات سريعة من فتيات قاصرات يشترونهن من آبائهن ببضعة آلاف من الجنيهات أو الدولارات، وفي النهاية تكون الضحية طفلة صغيرة وسمعة بلد كبير.
jaser@al-jazirah.com.sa