لا أريد أن أطنب أو أوجز في قضية أمطار الرياض والتبعات التي لحقتها من وفيات وتلفيات وأضرار؛ فزملائي الكتّاب قد أشبعوا هذا الموضوع نقاشاً وتحليلاً.
لم تكن شوارع الرياض وأنفاقها بحاجة إلى أمطار أو عواصف لكي يتضح السوء في تنفيذها؛ فمن يسير على طريق العليا العام - على سبيل المثال - أو غيره سيلاحظ انتشار (الحفر) و(المطبات) التي أضحت نتيجةً لسوء التنفيذ والمراقبة؛ ولعل في نفق طريق الإمام سعود (عبرة)، حيث ظل متعطلاً لسنين وبعد تنفيذه كشفت ساعة المطر (الفساد) فيه فانهار ليلحق الضرر بهذا وذاك, وفي عام 1416هـ مُنيت الرياض بسيل (عرم) شبيه بهذا العام وعلى مدى هذه السنين لم نلحظ أي تطوير أو تحسين في البنية التحتية ولعل مخرج 13 هو خير شاهد على ذلك.
تابعت كغيري من المشاهدين من مداخلة الأمين (النشط) الأمير عبد العزيز بن عياف آل مقرن, في برنامج الحياة كلمة؛ وكيف أن سموه استكثر واستغرب؟! افتتاح الشيخ سلمان العودة الحلقة بالحديث عن سيول الرياض! من دون أن يُسأل أو يُطلب منه الكلام؛ الموضوع الذي أفردت له وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة الساعات والصفحات؛ الموضوع الذي أزهق أنفساً بريئة وأتلف ممتلكات مواطنين محدودي الدخل؛ الموضوع الذي حوَّل شوارع الرياض من طرق أسفلتية إلى مجاري مياه أشبه بالبندقية الإيطالية!
كنا ننتظر من سمو الأمين أن يتحدث عن مكامن الخلل وعلاجها وعن التقصير وتبعاته لا أن يرمي الحمل على وزارة المالية وذلك الشيخ الذي تكلم دون أن يُطلب منه.
يا سمو الأمين الكارثة أكبر من أن نُسأل أو نجيب أو نتكلم بدونهما.