شهد هذا الموسم تنافساً في إجراء الاستفتاءات الرياضية لنجوم الموسم الرياضي.. حيث أعلن هذا العام عن ثلاثة استفتاءات مختلفة في نتائجها وأسماء أبطالها فضلاً عن الاستفتاءات الصحفية التي تنشر هنا وهناك. والواقع أن الاستفتاءات بحد ذاتها تعد أمراً جيداً وحضارياً يعكس آراء ورؤية عدد من منسوبي الوسط الرياضي، سواء كانوا فنيين أو إعلاميين أو غيرهم، وتقييمهم للبارزين من النجوم واللاعبين.

لكن هذه الاستفتاءات شابها العديد من أوجه القصور، وأثارت الكثير من التساؤلات نتيجة غياب الشفافية في إعلان النتائج ونسب حصول اللاعبين أو الفائزين على الأصوات وكذلك نتيجة التصويت والترشيح لكل مشارك، ومثل هذه الخطوة ستضيف المزيد من المصداقية والجدارة والأحقية للفائزين، وعندما تقوم جهة إعلامية بإجراء مثل هذه الاستطلاعات فإنها تكون مطالبة أكثر من غيرها بتطبيق المعايير التي دائماً ما يطالب بها الإعلام من خلال إعلان النتائج صراحةً وبالأرقام، وكما يقال: «لا تنه عن خلق وتأتي مثله..»، فنحن نطالب ونطالب وعندما نكون في موقع المسؤولية نتخلى عن كل ما نطالب به ونعلن نتائج تحمل الكثير من التساؤلات، ولا تجيب عن الكثير من الأسئلة، وفي رأيي أن هذه الاستطلاعات افتقدت الكثير من الاحترافية في تنظيمها وتطبيقها؛ فمنها ما منح مساحة واسعة جداً للترشيح بحيث اختلفت الترشيحات في منتصف الموسم عن نهايته، فعلى سبيل المثال فإن لاعباً مثل محمد الشلهوب كان في بداية وحتى منتصف الموسم أبرز اللاعبين في مركزه، لكنه في نهاية الموسم لم يستطع أن يكون أساسياً في فريقه على الأقل، وهكذا؛ ولذلك فالاستفتاءات يجب أن تكون خلال فترة محددة ومعروفة ومتساوية بالنسبة لكل المشاركين فيها؛ لأن من رشح لاعباً في منتصف الموسم مثلاً ليس كمَن رشح لاعباً في نهاية الموسم؛ فالمستويات تتغير والأداء غير ثابت وكذلك الآراء. إذاً نحن أمام مرحلة جديدة للاستطلاعات الموسم المقبل يجب أن نسعى خلالها لنكون أكثر احترافية ومصداقية في نتائجنا باختيار التوقيت الجيد، والمشاركين المؤهلين؛ لنصل إلى نتائج قريبة من رأي الشارع الرياضي، ونبتعد عن المجاملات وتوزيع الجوائز على طريقة جبر الخواطر؛ لأننا بذلك نتحول لطرف غير محايد من خلال تحكمنا في وجهة الجائزة ومستحقيها، ومتى لجأنا إلى الشفافية التامة في إعلان نسب التصويت وأصحابها فسنكون قد وضعنا الكرة في مرمى المشاركين وليس في مرمى الجهة المنظمة.

لمسات

- اختتمت هذا الأسبوع جميع الدوريات الأوروبية الكبيرة، في وقت لم يتبقَ فيه على كأس العالم سوى 24 يوماً فقط من اليوم.. معظم المنتخبات المشاركة في كأس العالم لم تبدأ معسكراتها الإعدادية للمونديال حتى الآن، في حين بدأ المنتخب السعودي معسكره في أوروبا على الرغم من عدم مشاركته في النهائيات.

- تثناء صفقة انتقال نجمي الوحدة كامل الموسى وكامل المر للأهلي فإن الانتقالات هذا العام قد تكون محدودة جداً في ظل عدم وجود أسماء تستحق الذكر للانتقال، خصوصاً للأندية الكبيرة، ولعل إلغاء الفقرة الخاصة بانتقالات اللاعبين سيكون له تأثير في فتح باب الانتقالات في نهاية الموسم المقبل أو في فترة التسجيل الثانية بعد أن يبدأ التطبيق الفعلي مع انتهاء العقود لعدد من اللاعبين المعروفين.

- وجود 14 فريقاً في دوري زين السعودي للمحترفين الموسم المقبل يفترض أن يرفع مستوى الدوري والمنافسة كما هو الهدف من الزيادة؛ ولذلك ننتظر موسماً قوياً ومنظماً بشكل صحيح العام القادم؛ حتى نتقدم خطوة للأمام على الأقل.

- عودة البرازيلي تفاريس للملاعب السعودية عبر نادي الشباب الموسم المقبل جاء مكلفاً جداً وبعقد يعتبر الأغلى لمدافع أجنبي ب3.5 مليون دولار لمدة موسمين، الأكيد أن تفاريس الريان ليس تفاريس الهلال، لكن تجربة كماتشو توحي بأن تفاريس قد يعود مدافعاً كبيراً من جديد كما فعل كماتشو الذي لعب موسماً عادياً في العربي القطري ومتألقاً مع الشباب.

- بتأهل الهلال والشباب إلى دور الستة عشر آسيوياً يكونان قد قطعا 60% من المشوار نحو النهائي؛ ففي حال التقاء فريقين كوريين معاً في الدور القادم (الثمانية) تكون الطرق سالكة نحو طوكيو بشرط أن يستعد الفريقان جيداً للمرحلة المقبلة؛ فالمنافسة ستكون مع فرق كوريا فقط، ومن الأفضل مقابلة الفرق الكورية مبكراً للتخلص منها في النهائي.

- شخصياً ما زلت أقول إن نيفيز سيكون أبرز أجانب الموسم القادم؛ فاللاعب لديه إمكانات كبيرة ولا يزال صغيراً في السن وعقده مع الهلال أربعة مواسم وما قدمه هذا الموسم لا يمثل 40% من مستواه؛ ولذلك أتوقع أن يكون أبرز نجوم الموسم المقبل.

- خالد عزيز أفضل لاعبي الوسط في الدوري السعودي وهو نجم كبير ومؤثر، والحديث حول التخلي عنه ومقايضته بلاعب آخر (إعلامياً) أعتقد أنه أمنيات لعدد من الإعلاميين أصحاب الميول المضادة لحرمان الزعيم من لاعب كبير، وإذا كان عزيز قد تغيب أربع مرات هذا العام فإنه مقارنة بلاعبي الأندية الأخرى يعد نجم الانضباط الأول، وعلى الجماهير الهلالية عدم الاندفاع مع تيار الهدم المحيط بالهلال.