من يقول: إن الطريق الممتد لا تقصده اللصوص..، وإن غابة كثيفة تعمرها البلابل فقط..؟... وإن البنوك لا يودع فيها إلا النزهاء..؟..وإن كل من يضحك سعيد..؟..، وإن كل بخور يتصاعد لا يتضوع من الإحراق..؟
من يضمن قرشه الأبيض ليومه الأسود..؟.. وصديقه القريب لا يغدو بعيداً..؟ ولقمته قد طبخت في إناء نظيف..، واليد التي تمتد له بالسلام لن تصفعه في الظلام..؟...
ما تقول لنفسك حين لا تراها في الآخرين.. وضميرك حين يغفل عنهم..، وعريشتك التي لا تظلل العابرين..؟ وقناصك لا يغادر الأركان..؟
ما تشعر ولقمتك كبيرة وأفواه الجائعين فاغرة..، وفراشك وثير، والأرض تصطلي الجنوب..؟ وأنت تستقل عربتك وهناك يركض خلفها السائلون..،؟
أتكون ظل الجبل..، وحلماً للخائفين..، ويداً للمتعثرين..؟ وماءً بارداً للقائظين..؟ وورقةً رابحةً في الامتحان..؟ وطبقاً عامراً للجائعين..؟ ودلالاً للتائهين..؟ وملاذاً للحائرين..؟
أتصغي لمقعدك يئن من فرط وزنك..؟ أو لقلمك ينوح من هدر جهلك..؟
ما تفسيرك لمزلاج باب لا يستجيب لمفتاحك..؟ ولقفل ضيَّعتَه وتمسَّكتَ بمفتاحه..؟ ولعينك تعصاك فلا تنام..، وليدك تنكرك فلا تعينك..؟ ولقلبك يذهب بعيداً عن عقلك..؟
أهذا الزمن يليق بك..؟ إن ثوبك أضيق من حجمه..؟ أو ربما أنك لا تليق به..، وثوبه أضيق من حجمك..؟
أتفعل مداركك ركضاً وراء المعنى..؟ أم على المعنى أن يُطوَّع لك..؟
ما الذي يطمئنك لمسرب الماء نقياً ترتشف..؟ أو ملوثاً خبيئاً عن نظرك..؟ والعجينة التي صنعت رغيفك..؟ أهي من لحم إنسان أو من طحين حبوب..؟
** أهذا أنت معي قارئي العزيز..؟
إذن فلا بأس، تفضل معي للإنصات..