البارحة حينما عدت متأخراً إلى البيت قالت لي أم البنين - حفظها الله - وكالعادة: هل أضع لك العشاء أم أنك قد تعشيت - كالعادة - في الخارج، قلت لها شكراً يا رعاك الله لقد تعشيت في الخارج وهنا و(ببلاغة الشف) و(بالغ الفضول) التي تتصف به النساء (غالباً) ولا أقول جميعهن لأنني من أنصار المرأة، أقول سألتني بلهفة من يريد أن يعرف: وأين تعشيت؟! يا (بعلي) بدون نقطة على العين؟! قلت لها: لدى أحد الأصدقاء وعلى شرف سيدة عظيمة! وهنا قفزت ك(المرهوصة) مأخوذة بالغيرة القصوى التي وياللأسف الشديد أخذت تجتاحها في هذا السن من العمر وبشكل ملفت للعيان مع أنها وهذه نقطة لصالحها - أسجلها لها ما حييت - كانت أيام زمان أكبر عقلاً أيان كنت في قمة الشهرة ومطاردة المعجبات لي وب(الهبل) -وبالطبع لشعري لا لشكلي - وكانت تقول لي دائماً ما دام الأمر هكذا و(هو هكذا ونص) فليأخذن شعرك - أخذهن الله وليتركن روحك لي - ولم تقل أخذها الله!!
أقول ولكنها بالأمس وما أن ذكرت مفردة سيدة أخرى غيرها حتى (زمجرت وأرعدت وأرغت وأزبدت وهددت وأوعدت) وكأنها تعود إلى أيام حبنا الأولي - أي قبل الزواج - حيث آنذاك تكون غيرة مقبولة من أية أنثى في الكون على فتى أحلامها والذي كان أنا (!!) ثم أردفت (أم البنين) من خلال زوبعتها تلك ومن تكون، من تكون هذه ال(مدري وش أسميها؟!) فقلت لها على رسلك (يا أم السُوم) - تدليعاً لأم سامي - الحقيقة أنني أحب هذه السيدة منذ نصف قرن!! وهنا ثارت ثائرة (المره) وكأنها اكتشفت غدراً مهولاً - طوال هذه المدة - وقالت لي مزمجرة (هأ يعني قبل تحبني وقبل تزوجني يا خاين العشرة)؟!
وهنا بالضبط هبت مظاهرة هوجاء في أنحاء البيت تقودها بناتها الخمس وكورس الذراري والأولاد والأحفاد والأتباع والأخيرة تعني شغالاتهن المصونات وكنت حينها قد نسيت أن اليوم هو يوم الخميس موعد اجتماعهن الأسبوعي (المشبوه) والذي أظن مع أن بعض الظن إثم، أنهن يحكن المؤامرات فيه لي ولا (أنسبائي) المغدورين (لاحول) مثلي. المهم أنه لما قامت (الهيصة والزيطة والزمبليطة) اعتليت الطاولة متداركاً تمزيقي إرباً بأظافرهن الحادة وقلت بأعلى الصوت: هدوءاً هدوءاً أيها الحشد الكريم. والله إن هذه السيدة التي تناولت العشاء على شرفها الليلة تُقدِّرها أُمُّكُنِّ المصون بل وتحبها لربما أكثر مني وهنا هتف الكورس بصوت واحد من تكون هذي (حبتها القرادة). فقلت هوناً هوناً أيها الحشد المُبجل: إنها لا تستحق منكن ولا من أمكن هذه (الدعوات الحريمية - الخبلة). وأضفت واثقاً: صدقنني يا بُنياتي العزيزات ويا أحفادي الأعزاء أنني لو صرحت باسمها الآن وفي هذا الوقت المتأخر لارتدت أمكن عباءتها وذهبت إليها - لا لبيت أهلها - بل ولتقبيلها على أنفها الأشم (أتدرون من هي) أقول في المقالة القادمة!!