الجزيرة - شالح الظفيري

أوضح مدير مؤتمر يورومني السعودية ريتشارد بانكس أن مؤتمرات اليورمني السابقة قد أرسلت عدة تحذيرات عن الأزمات الاقتصادية ولكن لم يسمع أحد، فقد تحدثنا عن مخاطر الائتمان والتوسع فيه على الاقتصاديات الغربية ولكن في تلك الفترة لم يفهم أحد مدى شدة هذه التأثيرات التي تحدث وما حدثت بعد ذلك على شركة ليمان براذر وغيرها إلا أن هناك سؤالاً يطرح نفسه: هل فعلنا كل شيء في هذا الاتجاه، فإني أجيب لا، لم نفعل كل شيء، فنحن لسنا بنكاً إنما شركة وساطة وقد عملنا جهدنا.

جاء ذلك في رده على سؤال ل(الجزيرة) خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم أمس قبل انطلاقة مؤتمر يورومني السعودية 2010 الذي ينطلق اليوم بفندق الفصلية في العاصمة الرياض ويفتتحه معالي وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف.

وحول الاختلاف بين مؤتمر العام الماضي وهذا العام أوضح بانكس أنه سيكون مؤتمراً دولياً لدرجة كبيرة بحيث إن هناك كثيراً من الأحداث تحدث في أماكن أخرى من العالم وقد يكون لها تأثير هنا في المملكة بالرغم مما حدث في أوروبا حالياً إلا أن هذا يُعدُّ انتهاء للأزمات والاقتصاد الآن في وضع قوي ومعدل النمو خلال العام الماضي 2009 بلغ 4% في مؤتمر هذا العام، هناك عدد كبير من المتحدثين الدوليين من ضمنهم ولي عهد دوقية لوكسمبورج وهناك لأول مرة مناقشات لموضوعات عالمية وأيضاً متحدثون من دول أخرى مثل باكستان وإندونيسيا والبرازيل والصين سيتحدثون عن اقتصادياتهم ونظرتهم لاقتصاد المملكة، إضافة إلى متحدثين من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ليتحدثوا عن الدولار ومشكلة اليورو حالياً وكذلك مناقشات موضوعات جديدة مثل الأسواق الناشئة في العالم والمشكلات التي تتعرض لها منطقة اليورو والمؤتمر لا يتحدث عن المملكة فقط ولكن يتحدث عن الوضع الاقتصادي في العالم وكيف سيؤثر الاقتصاد العالمي على المملكة وكيف يؤثر اقتصاد المملكة على الاقتصاد العالمي.

وعن نتائج المؤتمرات السابقة لليورومني فقال ريتشارد: إن الإجابة على هذا السؤال صعبة فلا نعرف كيف أثرت نتائج المؤتمرات لكنا نود أن نقيس ذلك ولكن ما نحاوله ونشرحه للناس خارج المملكة كيف يفهمون وينظرون إلى اقتصاد المملكة وقد قطعنا شوطاً طويلاً بهذا الاتجاه، فهناك فهم خاطئ عن المملكة من الناحية السياسية والاقتصادية يجهله بعض الناس في الخارج ونحن نقول لهم: إنها ثقافة مختلفة ومجتمع مختلف ولكن برغم هذا فنحن نقول لهم: إن المملكة لها مكان مهم وإستراتيجي من الناحية السياسية والاقتصادية إلا أن هناك ناتجاً ثانياً هو جذب أموال واستثمارات للمملكة، فعلى هامش المؤتمر هناك اجتماعات استثمارية مع مستثمرين سعوديين وأيضاً اجتماعات رجال أعمال سعوديين مع رجال أعمال من دول مختلفة.

ويذكر أن مؤتمر يورومني السعودية 2010 يكتسب أهميته الإقليمية والعالمية من مستوى المشاركة في فعالياته، حيث من المقرر مشاركة عبدالرحمن العطية، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وصاحب السمو الملكي الأمير جويلوم - ولي عهد دوقية لوكسمبورج، بالإضافة إلى الدكتور محمد الجاسر، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، والدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل والمواصلات بالمملكة، ومحمد الخراشي، محافظ المؤسسة العامة للتقاعد.

يقام مؤتمر يورومني السعودية 2010 للمرة الخامسة على التوالي بالشراكة الرسمية مع وزارة المالية، وهو يجمع ممثلين لأكثر من 30 دولة حول العالم، ويستضيف أكثر من ستين متحدثاً ومشاركاً من القطاعين العام والخاص وسوف سيتيح مؤتمر يورومني المجال لأكثر من 1.200 شخصية اعتبارية لمناقشة تأثيرات التغيرات الاقتصادية المرتقبة على اقتصاد المنطقة.