كنت أتمنى من صميم قلبي أن يكون أولئك المتقوقعين على الذات اللعينة.. المشككين في استحقاق الأندية المتفوقة على لقب الألقاب المئوي للقارات الست.. ليدرك أولئك المتخلفين.. والعابثين بكل القيم في زواياهم الكئيبة.. أو مواقعهم المظلمة.. العلاقة الحضارية التلازمية بين أندية القرن وتلك القارات العظمى.. الثلاثة القديمة والأمريكيتان الحديثة وأقنوسيا الأحدث.. تلك العلاقة التي أضحت متلازمة بين أندية القرن التي تمثل صفوة الصفوة من تلك القارات الست.. التي أحسن خلقها الباري.. لتبقى عصية شامخة.. تماماً مثل أنديتها المئوية الست.. حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. شاء من شاء وأبى من أبى.. ومات من غيظه من مات.. فالبقاء لله ثم لأرضه وما عليها من أندية القرن الشامخة.. بمدد من رب العالمين.. فالله لا يمد عونه إلا للمستحقين من خلقه.. تبارك وتعالى في ملكوته السرمدي الأبدي.
كنت أتمنى حضور أولئك.. ليروا وليتعايشوا مع الحدث الذي جمع نجوم كرة القدم.. ومسيريها حول العالم.. والذين لن يروهم إلا من خلال الصحف وشاشات التلفزة.. حتى مجرد شرف التصوير مع أولئك النجوم وصناع كرة القدم حول العالم حلم لن يتحقق لهم.
رحلة القرن لحضور عرس القرن.. بدأت بطائرة خاصة تابعة (لمجموعة الناقور العالمية) .. وكنت أشك ولا (أخشى) أن تتحمل مثل تلك الطائرة .. عبور الفيافي والأقطار والأمصار إلى القارة العجوز.. خاصة والمجموعة تملك طائرة أكبر من تلك الطائرة المتناهية الصغر.. ولكن ما هي إلا لحظات حتى عرفت قوة العلم وتقنيته الفائقة.. تسير في ملكوت الله سبحانه وتعالى .. يحرسها الله بعينه التي لا تنام.. ويحفظها في كنفه الذي لا يضام.. كما يحرس تعالى ملايين المجرات في ملكوته اللا متناهي.
رحلة جدة - بيروت لم نشعر بها فقد بدأت بمماحكات كروية مازحة بين الهلالي حسن بن علي الناقور والنصراوي أحمد الأسوان.. وقد بدأ تلك المماحكة الاتحادي كمال مؤمنة.. تحت مراقبة لصيقة من صاحب النكتة الحاضرة الزميل فريد مخلص مشرف الشؤون الرياضية بإذاعة جدة.. والاتحادي العريق.. بينما ماجد الحرازي من كبار موظفي وزارة الخارجية بجدة وأنا نمثل الجانب الأهلاوي.. فماجد كان داعماً للجانب النصراوي.. والعبد الفقير إلى الله داعماً للجانب الهلالي.. وهذه الحالة الأهلاوية الانقسامية الانشطارية سببها المباشر تلك الاحباطات الموسمية.. وفوق ذلك فقد غم علينا إثر.. رسالة sms تقول: (الأهلي يقدم المر لجماهيره) وانقطع الإرسال بصعود الطائرة إلى عنان السماء.
في بيروت كان في استقبالنا عدد من مسؤولي الطيران الخاص الذين رافقونا إلى صالة فسيحة كان بها رجل الأعمال المليونير السعودي الدكتور علي بن حسن بن سليمان الناقور عضو شرف النادي الأهلي السعودي والذي خيرنا بين المبيت في بيروت أو مواصلة السفر إلى عاصمة الضباب.. وكنت من مؤيدي البقاء تلك الليلة في بيروت.. ليس لتكحيل العين بجمال لبنان الرباني.. ولكن للالتقاء بصديقي الحبيب الأستاذ خالد بن سليمان البطاح الذي أصبح يقضي جل أيامه في (عالية) أكثر من بقائه بجدة.
الأخ فريد مخلص تزعم الإصرار على المضي إلى عاصمة الإمبراطورية التي لم تكن تغيب الشمس عن أرضها في يوم من الأيام.. ولكن الآن أصبح حالها حال.. وتذكرت قوله تعالى: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ). قبل صعود الطائرة قال لي الأخ ماجد الحرازي وقد بدأ هاشاً باشاً بعد إجرائه عدد من المكالمات مع مكة المكرمة وجدة.. أن الأهلي قد وقع عقداً مع كامل المر أو هو في الطريق لذلك وأصبح الوضع منتهياً بإذن الله.. وزف البشرى للدكتور علي الناقور الذي أبدى تفاؤله بالموسم الأهلاوي الكروي القادم.
منذ بدء الرحلة البيروتية اللندنية وقضاء بعض الوقت في العاصمة التشيكية للتزود بالوقود.. أخذ الجو في الطائرة يأخذ منحى نحو الوقار.. بعد أن قال الدكتور الناقور رداً على فريد مخلص: (والله لو كان الحائز على اللقب أي ناد سعودي آخر لدعمته ولحرصت على الحضور لحفل تتويجه كحرصي على رعاية المحفل هذا بتتويج ناد من وطني مع صفوة من أندية العالم).. قلت مازحا: (الله يخلي الأستاذ حسن).. قال: (نعم أدعم ابني في عشقه الهلالي، ولكن دعمي سيكون كما هو، لو كان المحتفى به هو الاتحاد أو الشباب أو النصر أو أي ناد سعودي سأكون أول الداعمين له في محفل عالمي كهذا).. قلت: ولو كان الأهلي؟.. قال (لسيرت طائرة جامبو تقل الرياضيين للاحتفاء به). في مطار London Luton Airport وهو مطار في غاية الروعة والجمال.. وكان بديلاً رائعاً لمطار هيثرو المزعج والضخم والمترامي الأطراف.. والذي يتحكم فيه مجموعة هائلة من الآسيويين الذين كانوا تحت احتلال الإمبراطورية البريطانية وإذا بهم يحتلون المطار العالمي الأشهر.
في مطار ليوتون - الذي يرتبط بلندن بمجموعة من الطرق السريعة الحديثة - .. كان هناك استقبالاً رائعاً من موظفيه.. حيث خصصوا لنا قاعة في منتهى الجمال.. مزودة بالمأكولات الخفيفة وأنواع العصائر..وما هي غير لحظات لننتقل إلى سرب من سيارات المرسيدس السوداء من أفخم طراز وآخر موديل.. تتبعنا سيارة سوداء من نوع (رانجروفر) الفخمة إلى الفندق اللندني الأشهر.. لننعس بضع ساعات وتكون الإفاقة على عرس القرن وعرس العصر.. وإلى الأسبوع القادم بإذن الله مع عرس القارات.
نبضة!!
أولئك الصبية الذين يعمدون لخلط الأمور بلسان أخرس.. وعقل متخرس.. وأقلام مدادها ينز قيحاً وصديداً وقذى.. في التشكيك باحتفالية القرن.. وهم يعلمون علم اليقين أن الحفل سيقام دون أية رعاية على الإطلاق.. أو سيقام برعاية أي من الجهات الإعلامية والتجارية المتواجدة حول العالم.. لا يعني ذلك على الإطلاق أن فوز القناة الرياضية السعودية ومجموعة الناقور العالمية بحق رعاية الاحتفال هو سبب إقامة الاحتفال.. برغم مزاحمة قنوات ومجموعات تجارية أخرى.. فإن الاحتفال سيقام برعايتهما أو برعاية آخرين.. ولكنهم يصرون على (التغيشم).. وعلى أن تكون خطاهم في صحراء الجدب الذي يعيشونه... تتجه إلى الجهة الخاطئة.. ولعلهم يدركون أن بذل عمل عقلي بسيط عند تقاطعات طرق الشموخ.. قد تفقدهم ما تبقى لهم من مناعة ليكونوا هدفاً للسخرية لمنطقهم الضارب في الوهن والهوان.
فهم يفهمون إذا قلنا لهم إن استنتاجاتكم صحيحة ومبتكرة.. ولكنهم لن يفهموا إذا ما قلنا لهم الحقيقة وهي: أن القسم الصحيح ليس مبتكراً والمبتكر غير صحيح.. فقد جفت الأقلام وطويت الصحف ونام الأنام.. والله المستعان.
نبضة دائمة !!
قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ)..
رب إني ما زلت أنتظر وعدك.. لتشفي صدور قوم مؤمنين !!