Al Jazirah NewsPaper Monday  17/05/2010 G Issue 13745
الأثنين 03 جمادىالآخرة 1431   العدد  13745
 
من القلب
عرس القرن 1-2!!
صالح رضا

 

كنت أتمنى من صميم قلبي أن يكون أولئك المتقوقعين على الذات اللعينة.. ‏المشككين في استحقاق الأندية المتفوقة على لقب الألقاب المئوي للقارات ‏الست.. ليدرك أولئك المتخلفين.. والعابثين بكل القيم في زواياهم الكئيبة.. ‏أو مواقعهم المظلمة.. العلاقة الحضارية التلازمية بين أندية القرن وتلك ‏القارات العظمى.. الثلاثة القديمة والأمريكيتان الحديثة وأقنوسيا الأحدث.. ‏تلك العلاقة التي أضحت متلازمة بين أندية القرن التي تمثل صفوة الصفوة ‏من تلك القارات الست.. التي أحسن خلقها الباري.. لتبقى عصية شامخة.. ‏تماماً مثل أنديتها المئوية الست.. حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. شاء ‏من شاء وأبى من أبى.. ومات من غيظه من مات.. فالبقاء لله ثم لأرضه ‏وما عليها من أندية القرن الشامخة.. بمدد من رب العالمين.. فالله لا يمد ‏عونه إلا للمستحقين من خلقه.. تبارك وتعالى في ملكوته السرمدي الأبدي.‏

كنت أتمنى حضور أولئك.. ليروا وليتعايشوا مع الحدث الذي جمع نجوم ‏كرة القدم.. ومسيريها حول العالم.. والذين لن يروهم إلا من خلال الصحف ‏وشاشات التلفزة.. حتى مجرد شرف التصوير مع أولئك النجوم وصناع كرة ‏القدم حول العالم حلم لن يتحقق لهم.‏

رحلة القرن لحضور عرس القرن.. بدأت بطائرة خاصة تابعة (لمجموعة ‏الناقور العالمية) .. وكنت أشك ولا (أخشى) أن تتحمل مثل تلك الطائرة ‏‏.. عبور الفيافي والأقطار والأمصار إلى القارة العجوز.. خاصة والمجموعة ‏تملك طائرة أكبر من تلك الطائرة المتناهية الصغر.. ولكن ما هي إلا لحظات ‏حتى عرفت قوة العلم وتقنيته الفائقة.. تسير في ملكوت الله سبحانه وتعالى ‏‏.. يحرسها الله بعينه التي لا تنام.. ويحفظها في كنفه الذي لا يضام.. كما ‏يحرس تعالى ملايين المجرات في ملكوته اللا متناهي.‏

رحلة جدة - بيروت لم نشعر بها فقد بدأت بمماحكات كروية مازحة بين ‏الهلالي حسن بن علي الناقور والنصراوي أحمد الأسوان.. وقد بدأ تلك ‏المماحكة الاتحادي كمال مؤمنة.. تحت مراقبة لصيقة من صاحب النكتة ‏الحاضرة الزميل فريد مخلص مشرف الشؤون الرياضية بإذاعة جدة.. ‏والاتحادي العريق.. بينما ماجد الحرازي من كبار موظفي وزارة الخارجية ‏بجدة وأنا نمثل الجانب الأهلاوي.. فماجد كان داعماً للجانب النصراوي.. ‏والعبد الفقير إلى الله داعماً للجانب الهلالي.. وهذه الحالة الأهلاوية ‏الانقسامية الانشطارية سببها المباشر تلك الاحباطات الموسمية.. وفوق ذلك ‏فقد غم علينا إثر.. رسالة ‏sms‏ تقول: (الأهلي يقدم المر لجماهيره) ‏وانقطع الإرسال بصعود الطائرة إلى عنان السماء.‏

في بيروت كان في استقبالنا عدد من مسؤولي الطيران الخاص الذين رافقونا ‏إلى صالة فسيحة كان بها رجل الأعمال المليونير السعودي الدكتور علي بن ‏حسن بن سليمان الناقور عضو شرف النادي الأهلي السعودي والذي خيرنا ‏بين المبيت في بيروت أو مواصلة السفر إلى عاصمة الضباب.. وكنت من ‏مؤيدي البقاء تلك الليلة في بيروت.. ليس لتكحيل العين بجمال لبنان ‏الرباني.. ولكن للالتقاء بصديقي الحبيب الأستاذ خالد بن سليمان البطاح ‏الذي أصبح يقضي جل أيامه في (عالية) أكثر من بقائه بجدة.‏

‏ الأخ فريد مخلص تزعم الإصرار على المضي إلى عاصمة الإمبراطورية ‏التي لم تكن تغيب الشمس عن أرضها في يوم من الأيام.. ولكن الآن أصبح ‏حالها حال.. وتذكرت قوله تعالى: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ). ‏ قبل صعود الطائرة قال لي الأخ ماجد الحرازي وقد بدأ هاشاً باشاً بعد إجرائه ‏عدد من المكالمات مع مكة المكرمة وجدة.. أن الأهلي قد وقع عقداً مع ‏كامل المر أو هو في الطريق لذلك وأصبح الوضع منتهياً بإذن الله.. وزف ‏البشرى للدكتور علي الناقور الذي أبدى تفاؤله بالموسم الأهلاوي الكروي ‏القادم.‏

منذ بدء الرحلة البيروتية اللندنية وقضاء بعض الوقت في العاصمة التشيكية ‏للتزود بالوقود.. أخذ الجو في الطائرة يأخذ منحى نحو الوقار.. بعد أن قال ‏الدكتور الناقور رداً على فريد مخلص: (والله لو كان الحائز على اللقب أي ‏ناد سعودي آخر لدعمته ولحرصت على الحضور لحفل تتويجه كحرصي ‏على رعاية المحفل هذا بتتويج ناد من وطني مع صفوة من أندية العالم).. ‏قلت مازحا: (الله يخلي الأستاذ حسن).. قال: (نعم أدعم ابني في عشقه ‏الهلالي، ولكن دعمي سيكون كما هو، لو كان المحتفى به هو الاتحاد أو ‏الشباب أو النصر أو أي ناد سعودي سأكون أول الداعمين له في محفل ‏عالمي كهذا).. قلت: ولو كان الأهلي؟.. قال (لسيرت طائرة جامبو تقل ‏الرياضيين للاحتفاء به).‏ في مطار ‏London Luton Airport‏ وهو مطار في غاية الروعة ‏والجمال.. وكان بديلاً رائعاً لمطار هيثرو المزعج والضخم والمترامي ‏الأطراف.. والذي يتحكم فيه مجموعة هائلة من الآسيويين الذين كانوا تحت ‏احتلال الإمبراطورية البريطانية وإذا بهم يحتلون المطار العالمي الأشهر.‏

في مطار ليوتون - الذي يرتبط بلندن بمجموعة من الطرق السريعة الحديثة - ‏‏.. كان هناك استقبالاً رائعاً من موظفيه.. حيث خصصوا لنا قاعة في منتهى ‏الجمال.. مزودة بالمأكولات الخفيفة وأنواع العصائر..وما هي غير لحظات ‏لننتقل إلى سرب من سيارات المرسيدس السوداء من أفخم طراز وآخر ‏موديل.. تتبعنا سيارة سوداء من نوع (رانجروفر) الفخمة إلى الفندق ‏اللندني الأشهر.. لننعس بضع ساعات وتكون الإفاقة على عرس القرن ‏وعرس العصر.. وإلى الأسبوع القادم بإذن الله مع عرس القارات.‏

نبضة!! ‏‎

أولئك الصبية الذين يعمدون لخلط الأمور بلسان أخرس.. وعقل متخرس‎.. ‎‏وأقلام مدادها ينز قيحاً وصديداً وقذى.. في التشكيك باحتفالية القرن.. وهم ‏‏يعلمون‎ ‎علم اليقين أن الحفل سيقام دون أية رعاية على الإطلاق.. أو سيقام ‏‏برعاية أي من‎ ‎الجهات الإعلامية والتجارية المتواجدة حول العالم.. لا يعني ‏‏ذلك على الإطلاق أن‎ ‎فوز القناة الرياضية السعودية ومجموعة الناقور ‏‏العالمية بحق رعاية الاحتفال هو سبب‎ ‎إقامة الاحتفال.. برغم مزاحمة قنوات ‏‏ومجموعات تجارية أخرى.. فإن الاحتفال سيقام‎ ‎برعايتهما أو برعاية ‏‏آخرين.. ولكنهم يصرون على (التغيشم).. وعلى أن تكون خطاهم‎ ‎في ‏‏صحراء الجدب الذي يعيشونه... تتجه إلى الجهة الخاطئة.. ولعلهم ‏‏يدركون أن بذل‎ ‎عمل عقلي بسيط عند تقاطعات طرق الشموخ.. قد تفقدهم ‏‏ما تبقى لهم من مناعة ليكونوا‎ ‎هدفاً للسخرية لمنطقهم الضارب في الوهن ‏‏والهوان. ‏‎

فهم يفهمون إذا قلنا لهم إن‎ ‎‏استنتاجاتكم صحيحة ومبتكرة.. ولكنهم لن ‏‏يفهموا إذا ما قلنا لهم الحقيقة وهي: أن‎ ‎القسم الصحيح ليس مبتكراً ‏‏والمبتكر غير صحيح.. فقد جفت الأقلام وطويت الصحف ونام‎ ‎الأنام.. والله ‏‏المستعان. ‏

نبضة دائمة !!‏

قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ ‏حِينٍ)..‏

رب إني ما زلت أنتظر وعدك.. لتشفي صدور قوم مؤمنين !! ‏



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد