Al Jazirah NewsPaper Monday  17/05/2010 G Issue 13745
الأثنين 03 جمادىالآخرة 1431   العدد  13745
 
مستعجل
الجزاء العادل
عبد الرحمن السماري

 

عندما صدر الأمر الملكي بتشكيل لجنة لمتابعة انعكاسات أزمة سيول جدة وتحديد المتسبب.. كان الجميع يتابع جهود هذه اللجنة التي كانت متواصلة مع الإعلام بشكل يتم فيه تمرير المعلومات المهمة حول مجريات التحقيق.. وكانت الناس سعيدة؛ لأن هناك متابعة ومحاسبة، وأن المخطئ والمتسبب سيأخذ جزاءه.

المشكلة كانت كبيرة.. وكان هناك ضحايا وأضرار واضحة.. وكانت الكارثة فوق الوصف.

صحيح، أن ما حصل يُعد أولاً.. قضاء وقدراً وبإرادة الله تعالى وحده.. وأن حجم السيول والمياه كان فوق كل احتمال حتى لو حصل في دول متقدمة مستعدة للتعامل الدائم مع الفيضانات.. لحصل ما حصل..

وصحيح.. أن هناك تجاوزات شخصية من بعض الأشخاص أنفسهم.. الذين جاءوا في مجرى السيول ولكن هناك أيضاً مخطئين آخرين يعملون في قطاعات حكومية ولا بد من محاسبتهم.

اللجنة عملت بكل مسؤولية وصدق وإخلاص.. وكانت في مستوى هذه المسؤولية الجسيمة.. وكانت حاضرة جاهزة وأنجزت مهمتها في وقت قياسي.. وحدّدت المسؤولية بالضبط.. وسلّمت تقريرها لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. أيده الله.. الذي كان يتابع مجريات التحقيق ويتعامل مع سمو رئيس اللجنة مباشرة.

وبعد انتهاء التحقيق والحصول.. على المعلومات المهمة.. سُلّم الملف لقائد المسيرة أيده الله.. حيث وجه -حفظه الله- على الفور بإحالته إلى الجهات المسؤولة المختصة في التحقيق.. وهما.. هيئة الرقابة والتحقيق.. وهيئة التحقيق والادعاء العام؛ حيث باشرت الهيئات مسؤولياتها على الفور.. في إجراء التحقيقات اللازمة.. تمهيداً لتسليم الملف للقضاء العادل ليقول كلمته.

هذا الملف الصعب.. وهذه القضية الشائكة المتداخلة لم تصعب ولم تكن عسيرة أمام الإرادة.. وأمام العزيمة الصادقة.. حيث انتهت القضية خلال أيام وسُلّمت المعلومات الأولية لجهات التحقيق لتتولى مسؤولياتها وتضع الأمور أمام القضاء.

لا شك أن هناك مجموعة من الأشخاص وجدت التحقيقات والمعلومات الأولية أنهم ربما كانوا مذنبين ومخطئين، ولكن التحقيقات اللاحقة من جهات الاختصاص ستحدد المسؤولية، وستضع الأمور في نصابها، ثم القضاء العادل سيركز الإدانة عند من يستحق الإدانة.

القضاء سيضع الأمور في نصابها، ولن يستثنى أحد (كائناً من كان) وليس هناك من هو فوق القضاء.

سيجد المخطئ نفسه أمام الجزاء العادل، وسيعاقب كل مقصر ومستهتر وكل من ضعف أو انعدم ضميره.

سيكون هناك دروس صعبة وقاسية..

وسيكون هذا الإجراء عبرة لكل من تسول له نفسه التجاوز وارتكاب الأخطاء والقفز على الأنظمة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد