Al Jazirah NewsPaper Monday  17/05/2010 G Issue 13745
الأثنين 03 جمادىالآخرة 1431   العدد  13745
 
نهارات أخرى
أغيلمة الصحافة وعجائزها!
فاطمة العتيبي

 

خطاب الكراهية الذي أثقل كاهل جيلنا لعقدين من الزمن، ما زال له بقايا؟!

رسائل أبو عزيز التي تصل إلى إيميلات الكتاب والكاتبات قبل بزوغ الفجر وبعد غارات إنترنتية على المواقع وجمع مادة صحافية لو كانت تأتي بلا تعليق وتقديم من مرسلها لقلنا أنها عمل جميل وغير موجه ويتسم بالحياد الشكلي حتى لو أن مضمون المنتقى ينفي الحياد، لكنه سيكون مقبولاً على أية حال!

المقدمات التي يكتبها أبو عزيز لتهيئة القارئ لما سيقرأه على الرابط، عادة تبدأ بعبارته الشهيرة «أغيلمة الصحافة وعجائزها»، وهي عبارة دالة على الرفض والاستهجان، فلماذا يروج أبو عزيز مقالات يرفضها؟

أغيلمة هي وصف ازدرائي للكتاب حتى لو أن أحدهم قد غاب عن بياض شعره السواد، وتغضن الوجه بتراكم السنين، لكن كل من يختلف عن فكر أبو عزيز هو أغيلم -ورب الكعبة- لا تقبل منه خبرة أو حكمة!! ويرمى الذكور بنقيصة السفه الذي لا حلم بعده!

مثلما أن كل الكاتبات المختلفات مع رأي أبو عزيز هن عجائز شمطاوات لا يرجى لهن شفاء، نقيصة القواعد من النساء فكراً وعلماً ورأياً!!

حتى لو الواحدة منهن في العشرينيات أو في الثلاثينيات أو الأربعينيات. كل النساء حين يخالفن ما يراه أبو عزيز هن سواء فهن حيزبونات- تبت أيديهن وما يكتبن- ولا قبول لما يقلن حتى لو استندت بعضهن لفتاوى ابن تيمية في سالف الأوان أو العبيكان في آخر الزمان، لا قبول لأسانيدهن، فالمحك والقول الفصل هو ما يقوله أبو عزيز رضي الله عنه رضا مقيم إلى يوم يبعثون.

تلك دعوة صادقة مني، لساعي بريد يزودني كل انبلاج فجر بحاوية روابط لمقالات وردود واختيارات، اعتدته حتى أني -وقد كتبت قبل هذه المرة- لولا خوفي من المحظور في سؤالي عن شخص مجهول لسألت عنه ولي في سيد الخلق أسوة حسنة، فقد كان يسأل عمن يغيب عنه حتى لو في حضوره أذى، فما بالك أن حضور أبو عزيز وما يحمل يعد وجهة نظر مختلفة ولا ترقى لمصاف الأذى!

قرر أبو عزيز قبل شهر أو يزيد أن يتوقف عن بث الرسائل مبرراً قراره بأنه وجد في تلك الرسائل ترويجاً وشهرة لأغيلمة الصحافة وعجائزها، ولا أخفيكم أن بعض حزن طفيف ران على فؤادي إذ تشجيني النهايات ولي مثل أجدادي الجاهليين ولع بالرسوم والطلل أبكي عليها وأحزن لفراقها، ورسائل أبو عزيز بلغتها وخطابها وعبارتها الشهيرة: أغيلمة الصحافة وعجائزها رسوم معفاة وأطلال تستثير النحيب وليس البكاء وحسب!

عدل أبو عزيز عن قراره - يقرر ويعدل- يبث بياناته وينقض ما يقوله بعض الكتاب عنه، يحلل ويوجه ويحرض ويتحسب على كل من يختلف معه من الكتاب أو العلماء المتسامحين، لا يفرق بين هؤلاء وهؤلاء فكلهم في سلة واحدة، وعالم الدين في خطاب أبو عزيز لحمه مسموم إلا إذا اختلف مع ما يراه أبو عزيز فإن لحمه يكون غضاً لا تثريب على من نهشه؟

من مكان مجهول وغامض ومثير للتساؤلات، تتوالى رسائل أبو عزيز...

هل أبو عزيز رجل واحد؟ أم خلية حية ونشطة؟

هل هو وكالة أنباء لتيار معين؟ أم أنه مجتهد اجتهاداً فردياً؟

أبو عزيز صديق الكتاب حتى لو بدى أنه يخالفهم فلا يطيق المداومة على متابعتهم بكل هذا الدأب والجلد إلا من يستشعر قيمتهم في التأثير!

حتى لو وصفهم بأغيلمة الصحافة وعجائزها فهو لا يعدو أن يكون سمكة تموت لو حرمت من ماء حبرهم وكلماتهم!؟؟



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد