الجزيرة - عبد الله الحصان:
اتهمت شركات الأدوية القطاع الصيدلي بالتوسع في نشر ثقافة تجارة الدواء المحروق عبر شراء ملاك الصيدليات الأدوية بأقل من سعرها الحقيقي عن طريق بعض المستودعات غير النظامية وأبانت أن هذا الخطر بات يهدد سلامة وصحة المواطن وأكد نائب رئيس لجنة شركات الأدوية بغرفة الرياض أن قطاع الصيدلة يعاني من مشكلات مستعصية اخرى فالامر لايقف عند بيع الدواء المحروق وقال محمد البهلال ل»الجزيرة» إن بعض الصيدليات تتجرأ ببيع ادوية منتهية الصلاحية كما ان بعضها انتهت تراخيصها ولازالت تمارس نشاطها واتهم البهلال قطاع الصيدلة بايواء كوادر غير متخصصة ولم تخضع للتأهيل الذي يمكنها من العمل في هذا القطاع الحساس وأبان انه بسبب بعض هذه االمخالفات اغلقت الشؤون الصحية بوزارة الصحة مؤخراً 83 صيدلية في مدينة الرياض مشددا بأن هناك تلاعبا في تسعيرة الدواء في تجاوز صريح للنظم والقوانين مشيرا الى ان ظاهرة «الدواء المحروق» تم استيرادها من بعض الدول المجاورة .
مؤكدا أن بعض الصيادلة يزاولون المهنة دون كفاءة وخبرة تامة وبعضهم يصرف الدواء دون وصفة طبية مبيناً أن هذا الخطر بات يهدد سلامة وصحة المواطن وكشف البهلال عن تخطيط بعض المؤسسات التجارية في التوسع والانتشار بفتح صيدليات جديدة باستخدام تراخيص لصيادلة غير مختصين وحذر البهلال هذه المؤسسات من التمادي في استغلال المهنة الإنسانية وتحويلها إلى عملية متاجرة، وقال إن الانتشار العشوائي غير المبرر يفرغ القطاع من اداء دوره المأمول وفقا للتخصص ويجعله خاضع لأدوات السوق ويزيد من أعباء الجهات الرقابية.
وأوضح البهلال ان تجارة الأدوية احد المجالات ذات الهامش الكبير في دعم اقتصاديات الدول وشركات الدواء العالمية مصنفة على أنها من أكثر الشركات تحقيقا للأرباح وتأتي تجارة الدواء الثانية في ترتيبها بعد تجارة السلاح، وفيما يتعلق باستهلاك العالم من الدواء قال: بلغت تجارة الدواء حول العالم في 2008 أكثر من 800 مليار دولار. مما يدل على الفرص العالية والجدوى المحققة في مجال التصنيع والتوزيع والبيع المباشر للدواء من خلال الصيدليات، ومضى: لكن الاستثمار في مجال الصيدليات لدينا تحديدا يواجه مشكلة الهامش الربحي للكثير من الأدوية والذي يكون محددا من الجهات المعنية بتسعيرة الدواء والذي ان لم يكن يدعمه تخفيض السعر او اعطاء كميات مجانية من الدواء للصيدلية (البونص) سيجعل الجدوى الاقتصادية مفقودة عند غالبية الصيدليات خصوصا تلك التي تقع بعيدا عن المراكز الطبية او المستوصفات التي بإمكانها زيادة حركة الأصناف من خلال الوصفات الطبية.
وأبان البهلال أن مهام اصدار التراخيص الجديدة أو التجديد للصيدليات ستنُقل من الشؤون الصحية الى هيئة الغذاء والدواء حيث تم البدء في اصدار تراخيص الصيدليات البيطرية ومصانع الأدوية ومصانع مستحضرات التجميل ومصانع المحاليل الطبية ومستودعات الأدوية من خلال الهيئة مشيرا الى ان أهم المشاكل التي تواجهها الهيئة هو قلة الفروع والكوادر والتي يمكنها متابعة اصدار التراخيص ومراقبة الصيدليات في مختلف انحاء المملكة كما تقوم به ادارات الرخص في جميع المناطق فعدد المصانع والمستودعات لا يصل 5% من عدد الصيدليات خصوصا في المدن النائية
يذكران الصيدليات المرخصة في مدينة الرياض بلغت 1600 صيدلية بينما يقدر حجم سوق الدواء في المملكة بحوالي 7.5 مليار ريال.
