Al Jazirah NewsPaper Monday  17/05/2010 G Issue 13745
الأثنين 03 جمادىالآخرة 1431   العدد  13745
 
أضواء
الفرصة الأخيرة لنظام مشاكس
جاسر الجاسر

 

لم تدع الأسرة الدولية مجالاً إلا وسلكته مع نظام طهران الحاكم لتجاوز مشكلة إصرار هذا النظام على إكمال برنامجه النووي ذي التوجهات العسكرية في الوقت الذي تسعى فيه الأسرة الدولية إلى تخليص البشرية من مخاطر وإيذاء الأسلحة النووية.

القابضون على السلطة في إيران استمرأوا صبر المجتمع الدولي على مراوغاتهم واحترفوا (فن تسويف) المفاوضات ليعطوا الفرصة لبرامجهم النووية، ويضيعوا مرحلة بعد أخرى في أعقاب فشل كل جولة مفاوضات مع الغرب وغيرهم حتى وصلوا إلى درجة تجعلهم يجاهرون بصلف عن أنهم قادرون على مقارعة أعضاء النادي النووي من خلال ادعاءاتهم الوصول إلى مستوى متقدم يمكنهم من تصنيع أول قنبلة نووية بعد أقل من عام حسب توقعات المخابرات الغربية.

هذه التقديرات والتجارب المريرة التي حصدها الذين تفاوضوا مع النظام الإيراني جعلتهم يعجلون بتقديم سلسلة من العقوبات إلى مجلس الأمن الدولي لإجبار هذا النظام على الرضوخ للإرادة الدولية، وكان يمكن لهذه العقوبات أن تمر، لولا اعتراض موسكو وبكين خوفاً من أن تؤذي تلك العقوبات الشعوب الإيرانية.

قائمة العقوبات أصبحت جاهزة وحتى روسيا والصين باتت القيادتان في موسكو وبكين مقتنعتين بأن النظام الإيراني تمادى كثيراً وأن عليه أن يتجاوب مع الجهود الدولية لحصر برنامجه النووي في المسائل السلمية وأن يتعامل بشفافية وبصدق مع برامج التفتيش الدولية التي تقوم بها وكالة الطاقة النووية، لا أن تفتح طهران منشآت محددة أمام المفتشين وتخفي منشآت أخرى وتنفذ برامج مشكوكا في مخرجاتها.

نظام طهران تصور أن مماطلته في المفاوضات واحتراف أسلوب التسويف سيسعفانه حتى يصل لبرنامجه النووي إلى ما يخطط له، وهو إنتاج أسلحة نووية كما تؤكد تقارير المخابرات الغربية وحتى التقارير العلمية المحايدة الأخرى.

هذا التصور الذي مبعثه (تضخم ذاتي) تمر به كثير من الأنظمة الشمولية جعله يلجأ إلى أساليب التسويف في المفاوضات إلا أن الأسرة الدولية والهيئات الدولية لا يمكن أن تصبر طويلاً على هذا التلاعب ولذلك فقد أعطيت للنظام الإيراني فرصة أخيرة عن طريق توجيه أصدقاء النظام الإيراني الموثوقين للتفاوض معه، وطلب تنفيذ ما يطلب منه لتأكيد صدقية اقتصار برنامجه النووي على الأغراض السلمية.

الرئيس البرازيلي الذي زاره رئيس النظام الإيراني لكسر عزلة النظام الايراني وظف لافهام (نظيره) الايراني بأن ل(الصبر حدود) فحاول في طهران، ورئيس الحكومة التركية نأى بنفسه ودولته من هذه الورطة، وبانتظار ما سيحققه الرئيس البرازيلي تنتظر مسودة العقوبات لدى المندوبين الدائمين في مجلس الأمن الدولي لمعاقبة نظام مشاكس وغير منضبط.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد