Al Jazirah NewsPaper Monday  17/05/2010 G Issue 13745
الأثنين 03 جمادىالآخرة 1431   العدد  13745
 
حولها ندندن
شباب مختلف
د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ

 

من رأى تلك الجهود الطيبة المباركة المتفاعلة مع الحدث الأخير، التي صدرت من شبابنا، يطمئن إلى أن هناك شريحة شبابية بارزة ارتقت كي تبيّض وجوه أهلها، وتبهج قلوب أبناء مجتمعها، وتحسن التصرف مع الكوارث الحياتية.

والنظرة الغالبة من الناس في كل عصر أن أبناء كل زمان أفضل من الأجيال التالية لهم، وهي نظرة متشائمة يسودها القصور بلا شك، فلكل زمان دولة وسلطان، ومحمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - قد طمئننا بقوله: «الخير في أمتي إلى قيام الساعة».

والاندفاع البطولي المرئي الذي تسوده الشهامة الشبابية لأبناء هذه البلاد الطيبة يثبت هذه المقولة أثبت دلالة، كما يدل على أن الغرس التربوي الديني الأخلاقي الذي تلقوه منذ نعومة أظفارهم قد آتى أكله.

فالجهود الطيبة البارزة لشبابنا في كارثة السيول الأخيرة غيَّرت نظرة البعض إليهم؛ حيث إن النوعيات السلبية والمنحرفة من شباب اليوم دعت الغالبية إلى نظرة الإحباط التي سادت لدى المجتمع، ولكن هؤلاء الشباب بأعمالهم البطولية المتعددة غيّرت النظرة إلى شبابنا؛ ما دعا الدفاع المدني إلى الاستنجاد بهم في الشدائد.

ولكن الذي أود اقتراحه هو أن الأعمال التطوعية الوطنية مطلوبة من جميع أبناء المجتمع، وإن غاب أجرها الدنيوي فلن يغيب أجرها الأخروي عند الخالق العادل الكريم؛ فالله لا يضيع أجر مَنْ أحسن عملا.

بيد أني أود أن أذكّر بأن أمثال هؤلاء الشباب بأمسّ الحاجة إلى المكافأة المعنوية والمادية، التي ترفع من معنوياتهم، وتجعلهم قدوة لغيرهم من الشباب السلبيين والأنانيين والمتخوفين، والارتفاع بطموحاتهم من حضيض التفاهات المنتشرة بين كثير منهم.

ولاسيما أن بلادنا - ولله الحمد - لا تشكو من العوز المادي، إضافة إلى أن الشباب أمامهم مستقبل مثقل بالمسؤوليات، فيستحقون من الجميع تشجيعهم والوقوف إلى جانبهم، والبلاد محتاجة إلى مساندة أمثال هؤلاء الشجعان لها في شدائدها، حماها الله تعالى من كل مكروه.

كما أن هناك ناحية مهمة جدّا في الموضوع، وهي أن هذا الأمر يقتضي التنظيم والتدريب، وليس العشوائية التي قد تساهم في زيادة الأضرار؛ فلا بد أن يقوم الدفاع المدني بدورات تدريبية للشباب الذين يرغبون في التطوع؛ حتى يكون عملهم منظما، ويستطيع الدفاع المدني الاستنجاد بهم والاعتماد عليهم وقت الضرورة، مع دفع مكافأة مقطوعة لهم بعد كل مجهود، فلا يخدم بخيل يا دفاعنا الوطني، رغم إيمان الجميع بأن الوطن يستحق منا الكثير، الكثير.



g.al.alshaikh12@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد