فاصلة
(الفاقة هي أم الجرائم)
حكمة لاتينية
في كل دول العالم توجد طرق حديثة للتسول وأخرى تقليدية ذلك لأنه حتى الآن لم تستطع الدول أن تكافح أو تقضي على الفقر في مجتمعاتها وأحياناً لا يكون الفقر هو الدافع مثلما تكون العازة مع الكسل عن طلب الرزق في مانشستر إذا ذهبت إلى city centre وتحديداً في الساحة الكبرى التي تتوسط المحال التجارية سوف يفاجئك أن هناك من يرتدي لباساً أبيضاً كاملاً من رأسه إلى أخمص قدميه ويقف فوق منصة صغيرة ليبدو طويلاً جداً وهو بهذه الطريقة يلفت نظر المارة ليرموا إليه ببعض النقود. والمنظر ربما لا يستدعي أكثر من التفاتة من المارة أو ابتسامة إما في شارع «روشولم « فهناك عدد من المحال الباكستانية والهندية إضافة إلى عدد كبير من الجالية الصومالية ولذا يكثر فيه المسلمون.
وحينما تسير في الشارع المليء بالمطاعم الهندية والمحال التجارية الباكستانية وترى اللافتات المكتوب عليها «حلال « - بمعنى أن اللحوم فيها تكون مذبوحة على الطريقة الإسلامية - تشعر أنك في أحد حواري باكستان أو الهند.
منظر النساء الأفغانيات أو نساء البوسنة والهرسك مع أطفالهن يطلبن المال لم يكن غريباً فقد تجده في بريطانيا مثلاً في شوارع لندن وهي طرق تقليدية للتسول، لكن المؤلم بالفعل منظر المراهقات الصغيرات وهن يتسولن ليشترين الآيسكريم مثلاً.
المنظر خطير لأن هذه الفتاة الصغيرة المسلمة هي هدف سهل الاستغلال فالبعض من الشباب من العرب أو الأتراك أو الباكستانيين يغرون المراهقات بالمال ليمضين معهم!!
السؤال المهم كيف دخلت الجاليات المسلمة الأفغانية أو التي من البوسنة والهرسك إلى بريطانيا التي تمنع عدداً كبيراً من الشعوب الدخول إليها دون معرفة طبيعة العيش بها أهي للدراسة أم العمل؟ وهؤلاء الفقراء كيف وأين يعيشون؟
أسئلة كثيرة المفترض أن يجيب عنها من يعنى بشؤون الجالية المسلمة في مانشستر فالبنات الصغيرات عرضة للاستغلال بشكل سافر والفقر يمكن أن يضعف القيم خاصة وأن أعمار تلك الفتيات لا يتجاوز الرابعة عشرة وهي سن خطرة للفتاة فكيف إذا كانت تتسول المال وتظهر ضعفها وحاجتها إليه؟
أعرف أن هناك مركزاً إسلامياً في شمال إنجلترا تبرع له ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز بمليون جنيه إسترليني لبنائه كان هذا عام 2006م لكن أين هو اليوم؟ لعل معلوماتي قاصرة من يعرف فليدلني لأخبرهم بما يحدث للمسلمات الصغيرات هنا!!
nahed@ alriyadh.com