نيويورك - واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة أن المملكة حققت تقدماً ملحوظاًً في الخطوات والإجراءات التي اتخذتها بالنسبة لمجموعة الموضوعات الخاصة بالدورة الثامنة عشر للجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المنعقدة حالياً بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وأوضح سموه في الكلمة التي ألقاها الليلة قبل الماضية في مستهل الاجتماع الرفيع المستوى للدورة التي تستمر ثلاثة أيام أن موضوعات الدورة تعتبر ذات أهمية للتنمية في المملكة وللدول النامية, مشيراً إلى ما حققته وتحققه المملكة في قطاع النقل وهو عنصر مهم ليس فقط في مجال التنمية الاقتصادية وإنما أيضاً في التنمية الاجتماعية والإستراتيجية ومكافحة الفقر وأهمية ربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك والتصدير وربط المناطق السياحية بالمناطق التي يتركز فيها السكان. وبين سموه أن المملكة تعمل الآن في أهم ثلاث مشاريع هي قطار الشمال والجنوب الذي يتكون من فرعين أحدهما لنقل المعادن من مناطق التعدين من شمال غرب ووسط المملكة إلى ميناء رأس الزور على الساحل الشرقي للمملكة والآخر لنقل الركاب، وقطار الحرمين وهو عبارة عن خطوط حديدية مكهربة تربط الحرمين بقطارات سريعة بأحدث التقنيات.
والجسر البري الذي يعمل على ربط موانئ المملكة الرئيسة في جدة على الساحل الغربي والرياض في الوسط وعلى الساحل الشرقي. وقال سمو الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة: أن المملكة قامت بإنشاء آلاف الكيلو مترات من خطوط الأنابيب من الشرق إلى الغرب لنقل البترول والغاز والذي أدى إلى تسهيل نقلها والاستغناء عن 5000 شاحنة نقل يومياً كون لصناعة التعدين أهمية كبرى في المملكة، حيث تقوم عليها الكثير من الصناعات المهمة، مؤكداً سموه أن هذا القطاع سيزداد أهمية وسينمو بشكل أسرع مع اكتمال إنشاء مشروع شبكة السكك الحديدية الذي سيساهم في ربط مدن المملكة الكبرى وفي دعم هذه الصناعة وتحقيق التنمية المستدامة.
وأبان الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز أن المواد الكيميائية تلعب دوراً رئيساً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعالم كله كما أنها أساسية للتنمية المستدامة لذلك اتضحت الحاجة لوضع منهج عالمي لتناول قضايا التعامل مع المواد الكيميائية واستخداماتها وللحد من مخاطرها على الصحة والبيئة والتخلص منها.
وأكد سموه أن المملكة أولت في إستراتيجيتها الوطنية للسلامة الكيميائية على تحقيق التناسق مع المناهج الدولية الخاصة بالسلامة الكيميائية مشدداً على ضرورة تحقيق التجانس والتآزر بين الاتفاقيات الدولية المعنية بالمواد الكيميائية والنفايات الخطرة بما يكفل تحقيق التعاون وتخطيط العمل وتناول القضايا العامة المشتركة، مثل الاستيراد والتصدير وقضايا التخلص من الكيميائيات والاتجار غير المشروع بها وعدم الالتزام بالاتفاقيات وفض المنازعات والالتزام بالمسؤولية ودعم المؤسسات وتقديم المساعدات المالية والفنية للدول النامية.
وقال سموه إن المملكة حققت نجاحات عديدة في مجالات الاستهلاك والإنتاج المستدام على النحو الذي تناوله الإطار العشري ففي قطاع الطاقة تضمنت البرامج تحسين كفاءة إنتاج واستهلاك الكهرباء وتطوير وتنمية استخدام وسائط النقل العام لخفض استهلاكها من الطاقة وخفض الانبعاثات من قطاع النقل بالإضافة إلى تطوير وتنمية استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ومصادر الوقود الأنظف في خليط الطاقة مشيراً سموه إلى صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والطاقات المتجددة.
وأوضح سموه أن ندرة موارد المياه تشكل أحد أكبر التحديات في المملكة حيث تبذل الجهود لتشجيع برامج الإدارة المتكاملكة للموارد المائية بما في ذلك تعزيز كفاءة استخدام المياه وتطوير نظم الصرف الصحي وإعادة الاستخدام والاستخدام الآمن لمياه الصرف بالإضافة إلى تطوير موارد غير تقليدية مثل الإنتاج المزدوج لمحطات تحلية مياه البحر (لإنتاج المياه والكهرباء) والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة. يذكر أن المجتمعون استعرضوا خلال جلسات الأمس تقييم تنفيذ الالتزامات والأهداف فيما يتعلق بالنقل والكيماويات وإدارة المخلفات والتعدين والإطار العشري لبرامج الإنتاج والاستهلاك المستدام.