أهالي البكيرية...شيوخهم...وشبابهم... رجالهم ونساؤهم... كلهم يتسابقون إلى المساهمة في يوم الوفاء الرابع... كلهم يقفون في نسيج طيفي... يجسد التلاحم والتكافل الاجتماعي الذي تتميز به هذه المدينة يقفون... يتذكرون الأوفياء.. الأحياء منهم والأموات؛ الأموات الذين سطروا المجد لمدينتهم.. والأحياء الذين يواصلون السير... على خطى أسلافهم وعلى قول المثل: (من خلف ما مات)... متحابين من أجل مدينتهم.. باذلين الغالي والرخيص في سبيل رفعة هذا الوطن الصغير داخل هذا الوطن الكبير...
|
عندما تنظر إليها على ارتفاع أكثر من 3000 متر كأنك تنظر إلى مزارع إحدى الولايات في أمريكا... ترى القياسات الهندسية التي خططت قبل خمسة وأربعين عاماً أو خمسين عاماً. منظر يبهج النفس والروح ويفرح الفؤاد.
|
لقد بذل أهل الوفاء لمدينتهم الصغيرة... الكثير... هذه المدينة الصغيرة في رقعتها... الكبيرة في تاريخها وعراقتها.
|
هذه المدينة التي ولدت من رحم صغير... ولدت من رحم الوفاء.. إن أهل هذه يتميزون (ولا يهونون بقية أهل القصيم) بالكثير من الصفات الحميدة فهم رجال مال وأعمال يحترمون المال (الريال) لذلك... فالمال (الريال) يحترمهم. يحبون الترشيد في الأمور كلها... فتخالهم بخلاء. لكنهم ليسوا ببخلاء.. يدركون تماماً مصارف الخير. ويدعمون قنوات هم تجار من الطراز الأول.. فمقاولهم ليس بمجنون... (جنون العظمة).
|
وتاجرهم ليس بمتهور ولا (مجازف).. يتذكرون الحكمة التي تقول: المال الذي لا يزيد... ينقص... ويتمثلون بالآية الكريمة التي تقول {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ....الآية}.
|
أجز أن ليس بينهم فقير... إلا من أفقر نفسه...
|
أجزم بأن ليس بينهم محتاج.. إلا من عطل نفسه...
|
أجزم أن ليس بينهم معسر إلا من أعسر نفسه...
|
يختبرون ذا الحاجة إذا كانت حاجته جادة صحيحة.. ساعدوه مجتمعين... يساهمون في الخير.. ويتسابقون إليه. لا رياء... ولا سمعة...
|
ويا بلادي واصلي... والله يرعاك...
|
هذه السنة تميزت بالنشاط المكثف الذي بذله نائب رئيس أعيان مدينة البكيرية سعادة الشيخ عبدالرحمن الحديثي... ابن الشيخ المرحوم إبراهيم العبدالله الحديثي. رحمه الله رحمة واسعة... جاري... وصديقي... أرافقه للمسجد... ويرافقني إليه... خلَّف رجالاً نعتز بهم.. ونفخر بهم.. وليس هذا مجال مدحهم... وذكر مناقبهم.. أقول الشيخ عبدالرحمن بذل الكثير في يوم الوفاء الرابع.. ترك اجتماعاته والتزاماته ومؤسساته. وحضر لمدينته الصغيرة... يتصل...ينسق... يدفع... يرتب... يستقبل.... يبارك....يهنئ... يساعد...
|
ويا بلادي وصالي... واصلي... والله يرعاك...
|
في هذه السنة (سنة رابعة وفاء) تميزت ببروز النساء أمهات الرجال... وأخوات الرجال... وزوجات الرجال... إنهن الأرض الخصبة الصالحة للحياة. فمثلاً... السيدة الفاضلة فاطمة بنت ناصر السديس أم الرجال (آل الناصر).
|
هذه السيدة الفاضلة التي شهد لها القاصي والداني في دعم الأعمال الخيرية.. مثل بناء المساجد وبناء أكبر مجمع خيري في مدينتها وبناء دور ذوي الاحتياجات الخاصة.
|
والجمعيات الخيرية.. وربما لا تدري يدها اليسرى عما تنفقه يدها اليمنى... فتحية لوالدتنا وأختنا أم الرجال (آل الناصر). فما نقص مال من صدقة.
|
فيا بلادي واصلي... واصلي... والله يرعاك أيضاً تميزت هذه السنة (سنة رابعة وفاء) ببروز السيدة الفاضلة سمية عبدالله النجاشي حفيدة عبدالكريم الخليفي التي قالت في قصيدة رثاء جدها..
|
فمن البيكرية انبرى جزل العطا |
كالغيث بل كالنهر حين تدفقا |
وعلى الرياض قرأت كل سطوره |
أن طابت الذكرى وطاب المرتقى |
نظرت قلوب أناسه أنسوا به |
حفظوا مكانته ووداً صادقاً |
فتح البيوت لهم سني حياته |
لم يعهدوا أبوابه أن تغلقا |
لم يعهد أبداً تغير عرفه |
أو طالباً يوماً بالا يلتقى |
أو سائلاً من قد يكون الطارقا |
أو سائلاً بعد القرى كم أنفقا |
فرشت موائده تباعاً ربما |
بعض الضيوف تلا الضيوف وألحقا |
«ابن الخليفي» قل أن يتمثلا |
جزل العطا عرف الأصول وطبقا |
فيا بلادي واصلي... واصلي... والله يرعاك
|
كما تميزت (سنة رابعة وفاء)
|
بقصيدة منثورة للسيدة الفاضلة هديل فهد النويصر ترثي جدها عبدالكريم الخليفي فقالت:
|
احترنا وش نوصف في جميل الوصايف
|
والصنايع... احترنا وش نقول.. عنه وش نخلي وش نقول,... ياللي زينه غطى على شينه... إللي بيته مفتوح... ومات وبيته مفتوح.
|
فيا بلادي واصلي... واصلي... والله يرعاك.. واصلي والله يرعاك
|
وإلى (سنة خامسة وفاء) إن شاء الله.
|
محبكم |
محمد بن حمد بن إبراهيم الصهيل |
|