الطائف - خاص بـ(الجزيرة)
خطت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بوادي ليه في الطائف خطوات تطويرية على صعيد تعليم كتاب الله، ومن هذه الخطوات تأسيس المقرأة الإلكترونية عن طريق الإنترنت، وإنشاء معهد إعداد المعلمين.
وقال رئيس الجمعية الشيخ عيضة بن علي العوفي: إن المقرأة الإلكترونية لاقت قبولاً كبيراً بفضل الله تعالى، مؤكداً حرص الجمعية على التطوير والتوسع في أداء رسالتها القرآنية، واصفاً «في الوقت ذاته» أداء الجمعيات خلال الأعوام الماضية بأنه في تطور وتقدم ملحوظ نظراً للاستفادة من الدراسات وتجارب الآخرين والتطوير المستمر، وبحمد الله وتوفيقه قامت الجمعية بالتواصل مع أولياء أمور الطلاب عن طريق رسائل الجوال بإخبارهم بأوقات العمل وما يجد من مستجدات.
وربط الشيخ العوفي بين حفظ كتاب الله والدعوة إلى الله، وقال: إن حافظ القرآن بالتزامه بأخلاق القرآن وآدابه يكون من خيرة الدعاة إلى الله خاصة بين الشباب والناشئة من أقرانه وزملائه في المدارس والجامعات والحي أو القرية التي يسكن بها وبين أهله وعشيرته، حيث إن حامل القرآن يكون متفوقاً في دراسته النظامية، ومجداً في عمله فهو خير قدوة للشباب للاقتداء به ونهج سبيله في حفظ القرآن الكريم والعمل به، داعياً إلى أن تتاح الفرصة للطالب الحافظ للقرآن للالتحاق بكليات الدعوة وكليات القرآن وعلومه لينهل من علومها المؤهلة للداعية لأنه قد حاز المصدر الأول للتشريع في صدره.
وفي سياق آخر، أوضح الشيخ عيضة العوفي أن الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى قيام الساعة، والطعن في القرآن، والسنة مستمراً أيضاً وهي سنة الله الماضية، والنصر لله ورسوله وللمؤمنين.. قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، منوهاً بمسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية والتي تقام سنوياً في العاصمة الإندونيسية «جاكرتا» وكذا مسابقة جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ السنة النبوية التي يقام حفلها الختامي في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم سنوياً للبنين والبنات في هذه البلاد المباركة.
وفي ذات الصدد، اقترح تنظيم مسابقة للسنة لتحفيز طلاب العلم وخاصة الناشئة والشباب للاهتمام بالسنة وحفظها بجانب القرآن الكريم، وقال: يا حبذا لو أوكل لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم القيام بهذه المهام إلى أن تتم فتح جمعيات مستقلة لحفظ السنة النبوية وتدريس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ورأى أن أفضل حماية لناشئة وشباب الأمة وفتيانها من الغزو الفكري والحرب الإعلامية التي تستهدف عقيدتهم وأخلاقهم هو تحصينهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وعلم الشرع المؤصل حتى تكون لديهم رقابة ذاتية من داخلهم فالقرآن يعالج الشبهات والشهوات ويحصن المسلم من الوقوع فيها، فلنزرع في شبابنا وفتياتنا مراقبة الله تعالى وتقواه في السر والعلن ولنجعل شعارهم الدائم «واتق الله حيثما كنت».
وقال الشيخ العوفي: إن الإسلام دين الوسطية والاعتدال فهو وسط في العقائد والعبادات والأخلاق والآداب بين الإفراط والتفريط، ووسطيته تستمد من القرآن الكريم وسنة النبي الأمين عليه الصلاة والسلام بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين قال تعالى: ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا? وقال سبحانه: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، وفي الحديث (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) وفي الحديث الآخر (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما).
وبيّن أن الجمعية نظمت عدداً من اللقاءات لطلابها وأولياء أمورهم حول الوسطية في القرآن الكريم، العقيدة، الأخلاق واستضافت فيها سماحة مفتي عام المملكة، وأصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية، ووقاية وتحذير للطلاب وأولياء أمورهم من الغلو والتطرف الفكري والعقائدي.
وقال رئيس جمعية وادي ليه: إن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم هي جمعيات خيرية تقوم على دعم المحسنين في المقام الأول بجانب دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- الممثل في وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وقد توسعت الجمعيات في أنشطتها وكل جمعية تسعى لتغطية المنطقة الجغرافية التي تشرف عليها وإدخال نور القرآن في كل بيت فيها، وهذه الجمعيات تحتاج إلى زيادة الدعم للوفاء بالتزاماتها المالية، وخاصة رواتب المحفظين والمحفظات، والعاملين، ومكافآت الطلاب.
واقترح عدداً من الوسائل لزيادة موارد الجمعيات منها (صرف ريع الأوقاف المخصصة لتعليم القرآن أو التعليم بصفة عامة على هذه الجمعيات، حيث إن القرآن من أفضل العلوم، تبني وزارة الشئون الإسلامية لحملات دعائية مكثفة لدعم الجمعيات وتشجيع الأوقاف عليها، تفعيل الصندوق الخيري للجمعيات وعمل برامج لتنشيط موارده وصرفها على الجمعيات، وزيادة الدعم المخصص للجمعيات من حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-، وإقامة وقف عام للجمعيات على أراضي الأوقاف غير المستغلة تساهم فيه الدولة بجانب مساهمة كل جمعية بحصة أو حصص مخصصة في إحدى المدن الرئيسية ويعود ريعه للجمعيات).
الجدير بالذكر أن عدد الدارسين والدارسات في الجمعية يصل إلى (5700) دارس ودارسة، منهم (2900) طالب، و(2800) دارسة، كما تخرج من الجمعية مئات الحفظة والحافظات خدموا قراهم بتعليم القرآن الكريم، وتولوا إمامة المصلين في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك كل عام.