إنني لا أبالغ إن قلت إن كتاب «خواطر وأحاديث للأبناء» للأستاذ عبدالله الماضي كتاب ممتع ومفيد من الغلاف إلى الغلاف، وكيف وهو قد كتب إهداء دفعني إلى الاندفاع إلى قراءة الكتاب قراءة متواصلة فيما نصه (أهدي هذه المقتطفات من خواطر وأحاديث للأبناء إلى كل نفس طاهرة زكية توّاقة لفعل الخير ممارسة لفضيلة التسامح مترفعة عن ساقط القول وسفاسف الأمور متسامية عن الغل والشحناء (فهذا الإهداء يوحي بأن الكتاب يختص بأهل الصلاح وأهل الجود وأهل القيادة مما يجعلك تتشوق أن تكون منهم. كتاب جميل احتوى على خمس وأربعين خاطرة تتمثل في أمور وحوادث وخبرات مر بها وعاصرها المؤلف، وقد أرشد من خلالها في التمهيد في الكتاب إلى إرشادات جميلة ومفيدة في العمل التطوعي، وكيف يكون الإنسان مفيداً في مجتمعه وترى في خواطر المؤلف وخاصة التي كتبها في مرحلة سفره للعلاج الحزن والتأثر الكبير ليس من أسباب المرض أو التسخط من الحال، بل على الفراق وفراق من!! فراق الأحبة والأهل صورها المؤلف بأسلوب جميل وحقيقي تابعها بعد ذلك بفوائد السفر مما يهون على المسافر غربته أو الخشية من الغربة! وذكر المؤلف أيضاً في خواطره الجميلة معاناة الطفولة وما تعرض له من يتم وبعد عن الأهل وضيق العيش وما آل إليه الحال بفضل الله، وشكر المؤلف الباري تعالى على ما أنعم عليه، ذلك وحرص المؤلف على فعل الخير وحث الآخرين عليه والاستمرار في ذلك رغم ما تعرض له من عوائق من حاسدين ومبغضين العوائق التي يتعرض لها كل إنسان ناجح وفعال في مجتمعه، إضافة إلى إحساسه بما يعانيه الناس من حوله من أقارب وأصدقاء مما يدل على نبل المؤلف وحسن أخلاقه ورأفته بمن حوله وأن الكتاب لا يمل قارئه فلقد احتوى على مزيج من الأدب الجميل والتوجيه السليم مدعماً بالقصة الطريفة وأبيات الشعر الفصيح والشعر الشعبي حتى أصبح الكتاب مناسبة لكافة الفئات والأعمار.
نايف المنصور