الفكر العالي والكلمة الراقية والمتزنة واحترام المنافس يظهر من ذوي الأخلاق الرفيعة عند الفوز أكثر منه عند الخسارة.. وهذا ما حدث من سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد بعد الفوز على فريق الاتحاد بخمسة أهداف عندما أشاد بفريقه وأعطى فريق الاتحاد حقه من الاحترام.. وهو ما قام به الدكتور خالد المرزوقي رئيس نادي الاتحاد بعد أن حقق فريقه كأس خادم الحرمين للأبطال امتدح فريقه.. وأنصف منافسه الهلال.. وهذا هو المعنى الحقيقي للرياضة الشريفة.
المنافسة الشريفة التي عمل الدكتور خالد المرزوقي على تجسيدها وترسيخها داخل ناديه بعد أن انقشعت الغيمة السوداء التي كانت تغطي سماء نادي الاتحاد.. والتي كانت تعتمد على استعداء المنافسين وخطف اللاعبين وتمني تدمير الآخرين الذي لم يعجب أصحاب المصالح الشخصية.. فشنوا عليه حرباً علنية غير مبررة استخدموا فيها جميع الأساليب غير المحترمة.
هؤلاء الذين يجهلون معنى المنافسة ومغزى الرياضة لم يرضهم سمو أخلاق الرئيس الاتحادي وسعيه في الخروج من وصاية الحرس القديم وإعادة ناديه إلى جادة المنافسة التي لا تخرج عن نطاق المستطيل الأخضر.. فأنكروا عليه تبادل الاحترام مع مسؤولي الأندية الآخرين.. واعتبروها بل سموها تبعية!.
حقيقة رئيس الاتحاد الدكتور المرزوقي عانى منهم كثيراً.. وهو بنفسه عبَّر عن ذلك لذا رأينا هذا التعاطف الكبير معه ومع ناديه وفرحة معظم الرياضيين الشرفاء بالبطولة التي أنصفت الدكتور وإدارته وبخاصة مدير الكرة في الفريق الأستاذ حمد الصنيع الذي لقي ما لقي من أكاذيب وافتراءات لأنه فقط عمل من أجل مصلحة كيان الاتحاد.
في النهاية المشكلة ليست في خسارة الهلال.. وفوز الاتحاد.. أو العكس لأنها كرة قدم ويحدث هذا كثيراً.. القضية عندما يكسب أعداء النجاح المعركة وينجحون في تطفيش وإبعاد أمثال الدكتور خالد المرزوقي وبالتالي يخسر الاتحاد والوسط الرياضي الدكتور المرزوقي وغيره من الأشخاص الذين جاؤوا بفكر المنافسة الشريفة تتسع الجميع وشعارهم يعيش فريقي و(لا) يسقط الآخرون.
(جريتس وعزيز... المشكلة)
وضع النقاط على الحروف ولخص الكابتن والأسطورة العالمي سامي الجابر أسباب خسارة فريقه أمام الاتحاد في نهائي كأس الملك للأبطال عندما قال: «إنها واحدة من أسوأ خمس مباريات لعبها الهلال خلال الموسم».. وهذه الحقيقة وفي نفس الوقت هذه مشكلة عندما يحدث هذا الانخفاض الجماعي المفاجئ في مباراة نهائية ليس فيها تعويض.. وأيضاً لا يمكن إغفال الظروف الطارئة التي حدثت للفريق خلال 24 ساعة قبل المباراة من ارتفاع حرارة اللاعبين أسامة هوساوي وعمر الغامدي وهما من الركائز الأساسية في الفريق.. وكذلك الظرف الطارئ للاعب عبد اللطيف الغنام الذي كان في خطة المدرب لاعباً أساسياً في المباراة.. بالتأكيد هذه الظروف ستربك الجهازين الفني والإداري وكذلك اللاعبين وستلقي بظلالها على مسيرة ومستوى الفريق في المباراة.
أعتقد أن ما تحدث به الكابتن سامي.. وما حصل للفريق من ظروف هي أسباب مقنعة للجمهور الهلالي وللمتابع الرياضي بأنها أمور عادية تحدث مع جميع الفرق العالمية.. مع التأكيد على أن فريق الاتحاد ظهر بمستوى جيد وقد أجاد مدربه في تحجيم أهم صانع ألعاب في الهلال وهو اللاعب ويلهامسون.. في المقابل لم يظهر اللاعب الآخر نيفيز بمستواه.. ولم يستطع أن يساعد الفريق في فرض أسلوبه وسط الملعب.
إذاً لا يمكن تحميل السيد جريتس كل الأسباب وجعل مشاركة وعدم مشاركة اللاعب خالد عزيز هي كل المشكلة.
(هلال يخسر في الرياض ويتوج في لندن)
لأن الهلال استثناء في كل شيء.. وحيث إن الألقاب والإنجازات تبحث عنه في كل مكان جاء تتويج نادي القرن الهلال بلقب نادي القرن الآسيوي في لندن.. وهو إنجاز يُسجل للرياضة السعودية.. ولقب استحقه الزعيم الآسيوي لأنه الأحق والأجدر به.. كيف لا وهو الفريق الأكثر تحقيقاً للبطولات الداخلية والخارجية.. وهو الضيف الدائم على المنصات.. والصديق الصدوق للإنجازات.. والمتوج بجميع ومختلف البطولات.. الزعيم أو السحر الحلال كلها ألقاب تلامس واقع الهلال.. إنه بكل بساطة حقق أقصى درجات الكمال حتى أصبح لا يُنافس إلا نفسه.. ومن حق الرياضيين السعوديين أن يفاخروا ويفخروا بابنهم البار الهلال.. ونيابة عن كل الرياضيين.. شكراً أيها الزعيم الآسيوي الهلال.
نقاط سريعة:
ألف مبروك تأهل الفريق الشبابي لدور ال8 وحقيقة يوماً بعد يوم يثبت الشباب أنه من الفرق الكبيرة قولاً وفعلاً.. فرغم الظروف التي حصلت للفريق إلا أنه بروح وفكر الكبار لم ينهر.
انكشاف مرمى الهلال عدة مرات في المباريات الأخيرة نقطة تسجل ضد السيد جريتس.
أصبح سرد عدد البطولات لكل نادٍ وكأنه مزاد علني.. كل نادٍ يزيد من عنده.. ولا حسيب ولا رقيب!.
تساهل اللجان المسؤولة في الاتحاد السعودي في موضوع توثيق البطولات الرسمية للأندية سيجعل كل نادٍ يضيف بطولات ربما تنشيطية وليس لها أي قيمة.
سليمان الجعيلان - الرياض
Suliman2002s@hotmail.com