التقى قادة دول الخليج العربية في الرياض وتشاوروا في قمتهم الثانية عشرة، والتي كانت فرصة للقادة لبحث هموم المنطقة والقضايا التي توتر أوضاع دول الخليج أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وقد تحدث أمين عام مجلس التعاون في مؤتمر صحفي عن أهم المواضيع التي بحثها القادة، ومن أهمها الوضع الأمني الذي يحيط بالمنطقة.
إجابات الأمين وإن لامست الهموم التي يستشعرها المواطن الخليجي بخاصة من جهة الجار الذي استبدل بالجيرة الحسنة العداء السافر الذي وصل إلى حد التهديد وبالاسم لبعض دول الخليج العربية، كما حرضت عناصر مرتبطة بها لاختراق الأمن الداخلي لدول الخليج العربية.
هذا واقع مؤلم يتعارض مع ما يتطلع له أهل الخليج جميعاً من تعايش وجيرة حسنة من سنين، بل أكثر من ذلك كثير من دول الخليج العربية تخطب ود إيران وتجامل أنظمتها كثيراً، بعضها فتحت موانئها، وخصصت أرصفة للبضائع المستوردة لإيران بعد أن أحكم الحصار على تلك الموانئ، حصل هذا إبان الحرب العراقية الإيرانية، ويحصل الآن إذ تمول بنوك بعض دول الخليج استيراد البضائع لإيران، وتعطي أذونات وضمانات لتصدير بضائع إيران، ومع هذا ومع كل هذه المساندة والدعم، تكون هذه الدول الأكثر عرضة للإساءة وحتى التهديد من الدولة التي نسعى إلى حسن الجوار معها.
هذا التعامل المبني على حسن نوايا أهل الخليج العرب، في حين وجد فيه من يحكمون إيران ضعفا واستسلاما لإملاءاتهم والتي لا بد وأن تتصدى لها دول الخليج العربية جماعياً، فهؤلاء الجيران يريدون من أهل الخليج العرب أن يكونوا درعاً لنظامهم، وأن يسكتوا على احتلالهم لجزرهم العربية وأن يغضوا النظر عن تجاوزاتهم الأمنية واختراقهم للأمن الداخلي لدول الخليج العربية.
هؤلاء الجيران ومثل ما تفعله كل الدول يجب أن يعاملوا بالمثل. لا نقول إنه يجب أن نرتكب مثل تجاوزاتهم، إلا أنه يجب أن نقوم بما يجب أن تقوم به الدول لحماية شعوبها وتحصن أمنها من أي اختراق، وأن يكون فعلاً أمن الخليج خطاً أحمر، خط أحمر تشترك كل دول الخليج العربية في مسؤولية الدفاع عنه ورفض أن يتجاوز عليه، وأن تكون مسؤولية جماعية، لا أن تتفرد دولة واحدة وتحصر معالجة أي اختراق لأمنها بأجهزتها، فكون الخطر موجه للجميع فيجب أن يشارك الجميع في التصدي له، وأن يكون التنسيق واحدا ومتماسكا، فمن خلال العمل الفردي تسلل النظام الإيراني، وأوجد حساسية بين بعض دول الخليج العربي لا يمكن أن تخفيها التصريحات والأقوال التي تعقب اللقاءات والمؤتمرات.
***
